السطلة الفلسطينية ستقاضي قتلة الصحافية شيرين أبو عاقلة في لاهاي

مستجدات التحقيق الأمريكي: لا يمكن الجزم بأن إطلاق النار كان موجهًا ضد الصحافية، لكنه وصل من جهة تواجدت القوات الإسرائيلية

لا شك أن انعدام الحسم الواضح إزاء مصدر الطلقة التي قتلت الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، في موقف وزارة الخارجية الأمريكية، لا يترك مجالًا للشك إزاء مواقف الإدارة الأمريكية الحالية الحقيقية بالنسبة لانهاء الصراع.

كشفت التحقيقات أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار بشكل واضح تجاه الصحافيين، لكن الجانب الأمريكي غض الطرف عن هذه التحقيقات، في حين توصل التحقيق البالستي للطلقة النارية التي أجراها مختصون إسرائيليون بحضور مختصين أمريكيين، الى القناعة أنه “لا يمكن تحديد مصدر الطلقة بكامل الثقة، ولا يمكن نسبه الى سلاح القوات الإسرائيلية التي تواجدت في جنين ذاك اليوم” رغم أن قوات الاحتلال الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية تستخدم أنواع مختلفة من الأسلحة.

وصل أولئك الأخصائيين الأمريكيين الى البلاد في اطار البعثة الأمريكية التي أرسلها البيت الأبيض، للاعداد لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الأسبوع المقبل. عاين مندوبو الإدارة الامريكية مستجدات التحقيقات التي أجرتها إسرائيل والسلطة الفلسطينية وتوصلوا الى قناعة أن “اطلاق النيران على الأرجح تم من النقطة التي تواجدت فيها قوات الجيش الإسرائيلي، لا يوجد مبرر للاعتقاد بأن المس بأبي عاقلة كان مع سبق الإصرار والترصد”.

وقد اتهمت السلطة الفلسطينية الجانب الإسرائيلي باطلاق نار عشوائي وموّجه مع سبق الإصرار والترصد تجاه الصحافيين الذين تواجدوا في مخيم جنين لتغطية المواجهات بين قوات الاحتلال والمسلحين الفلسطينيين، وقد أثبتت التحقيقات الصحافية أن أبو عاقلة لم تكن تقف في اتجاه خط النار للقوات الفلسطينية التي تصدت لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين في نهاية أيار/ مايو الماضي.

من جانبه رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس استنتجات التحقيق الأمريكي وأكد أن “إسرائيل تتنصل من مسؤوليتها لعملية القتل”. وأكد الناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن السلطة الفلسطينية ترفض هذا الاستنتاج “التقرير الأميركي بشأن اغتيال شيرين أبو عاقلة منحاز، ويسعى إلى تبرئة الاحتلال من الجريمة. إسرائيل لم تعترف بأي جريمة ضد الشعب الفلسطيني، وواشنطن منحازة لإسرائيل في موضوع التحقيق باستشهاد شيرين، وتسعى لتبرئتها”، مشيراً إلى أن “الرواية الأميركية المتعلقة بالرصاصة والواردة في التحقيق الأميركي غير صحيحة”.

وأكد أن “التقرير الفلسطيني حول استشهاد شيرين هو التقرير الوحيد الذي نعترف به، ولنا الحق في نقل ملف شيرين أبو عاقلة إلى كل المحافل الدولية”.

وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن “الإدارة الفلسطينية ستتابع قضية اغتيال أبو عاقلة في المحاكم الدولية، خاصة أمام المحكمة الجنائية”، مشددة على أنها لن “تقبل بالتلاعب بنتيجة التحقيق الفلسطينية”.

وكانت النيابة الفلسطينية قد أعلنت أن التوثيق من كاميرات المراقبة في جنين وافادات شهود عيان لا تترك محلًا للشك وتثبت أن اطلاق النار تجاه أبو عاقلة كان مع سبق الإصرار والترصد من قبل قناص إسرائيلي، بعكس الادعاء الأمريكي.

وقد عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد ووزير الأمن بيني غانتس عن دعمها الكامل بقوات الجيش الإسرائيلي وحملوا المقاومة الفلسطينية كامل المسؤولية مدعين أن اطلاق النار من قبلهم كان عشوائيًا تجاه قوات الاحتلال، وقال غانتس “يجب أن نذكر أن من يتحمل المسؤولية هم قبل كل شيء الإرهابيين الذين ينشطون في حيز مدني وبين السكان”.

وعبر لابيد عن أسفة لمقتل أبو عاقلة، لكنه لم يبدِ أي مسؤولية لمقتلها. وقال “إسرائيل تعبر عن اسفها لوفاتها. في السنوات الأخيرة قتل المئات من الصحافيين في حلبات القتال في أنحاء العالم”.

الموقف الأمريكي يتماشى مع الاستنتاجات التي توصلت اليها تحقيقات صحافية مرموقة مستقلة من قبل صحافيي النيويورك تايمز والواشنطن بوست، وبحسبها وبموجب كل الأدلة قوات الاحتلال هي التي قتلت شيرين أبو عاقلة. لكن رغم ذلك، يتخذ موقف الإدارة الأمريكية موقفًا متواطئًا وملاطفًا تجاه الاحتلال وتمتنع الإدارة من مواجهة مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية. الإدارة الأمريكية تحت رئاسة أوباما طالبت الحكومة الإسرائيلية بتجميد البناء في المستوطنات ولم تمتنع عن توجيه الانتقادات الصريحة لجرائم الاحتلال. بينما تتخذ الإدارة الأمريكية تحت إدارة بايدن موقفًا أكثر ملاطفًا للاحتلال. الفلسطينيون الذين علقوا الآمال على استنتاجات التحقيق الأمريكي، سيسعون الآن لملاحقة الجناة قتلة الصحافية شيرين أبو عاقلة في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

Conference
יום עיון בחיפה