الكل يتذمر من شاكيد

إنسحاب عضو الكنيست غيداء ريناوي زعبي من الائتلاف الحكومي لم تكن الا مسألة وقت. في الواقع، ففي المجتمع العربي لا يفقهون ماذا يفعل كافة النواب العرب ونواب حزب “ميرتس” في هذا الائتلاف. إنها حكومة تقوم باحراجهم مرة تلو أخرى منذ البداية. لم يعودوا يتجرأون على المشاركة بمناسبات جماهيرية عامة في البلدات العربية. فقد تغيّبوا عن مظاهرات يوم الأرض وكافة المظاهرات والمسيرات والأحداث التي كانوا يشاركون فيها قبل انضمامهم للائتلاف.
الثمن الجماهيري الاجتماعي الذي يدفعه النواب العرب في الائتلاف باهظ جدًا. ففي شهر آذار المنصرم، التقى عضو الكنيست منصور عباس مع ممثلي العائلات المتضررة من قانون المواطنة. وقد حكوا له معاناتهم والاذلال الذي يتعرضون له في وزارة الداخلية بالتفصيل. جلسوا وبكوا أمامه في غرفة الطعام بالكنيست. بعد أن انتهوا من كلامهم، أفصح لهم عن نيّته منح هذه الحكومة فرصة من أربعة سنين فقط. وأبلغه أحد المشاركين بالجلسة أن حتى المحكومين والأسرى يحصلون على تخفيض ثلث المدة. وقد زار يوم الجمعة منصور عباس نظيرته غيداء ريناوي زعبي في بيتها بنوف هجليل/ الناصرة.
كل من يلتقي بالنواب المُحرجين يسمع بالأساس تذمرات وشكاوى عن تصرفات وتعامل أييلت شاكيد وبيني غانتس. فقد قرر الاثنان إحراجهم. حتى أن زئيف إلكين يحرجهم بدرجة أقل. يتهرب جابي لاسكي، موسي راز، عيساوي فريج، وعلي صلالحة – النواب عن حزب ميرتس من نظرات ناشطي مؤسسات السلام وحقوق الانسان الذين كانوا يدعمونهم طوال سنين. فهم يجلسون في اللجان ويقدمون ملاحظات وفي نهاية المطاف يختفون عند عمليات التصويت. بالأشهر الأخيرة بات كل من موسي راز وجابي لاسكي يشاركون بدرجة أكبر في المظاهرات وأنشطة حراك “نقف معًا” وجماعة عضو الكنيست السابق دوف حنين. الاشاعات في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة تقول أن دوف حنين وأيمن عودة يخططان لانشاء حزب يهودي عربي مع راز، لاسكي، وميخال روزين. عيساوي فريج، علي صلالحة، وغيداء ريناوي – زعبي، يعرفون خير معرفة أنه لا مكان لهم هناك.
وقد أحرجت ابتسام مراعنة بدرجة كبيرة هي الأخرى. فهي لا تكثر من زيارة مسقط رأسها قرية الفريديس، ولكن حتى هناك يشعرون بأنها خانتهم. قبل أن انضمت الى ميراف ميخائيل في حزب العمل، كانت تعمل على انتاج الأفلام والبرامج التلفزيونية. وقد تناول أحد برامج معاناة العائلات المتضررة من قانون القومية. في شهر آذار/ مارس المنصرم، وبعد أن اعترضت على قانون المواطنة في جلسات اللجنة، تغيّبت عن عمليات التصويت. وقد التقى بها جمع العائلات المتضررة من القانون في ميدان الدخول للكنيست. أوقفوا سيارتها وطلبوا منها الالتزام بمعارضة القانون. في نهاية المطاف، اختفت لميخائيلي في التصويت على القانون بعد أن كان الائتلاف قد ضمن دعم كتل المعارضة.
يعلم وليد طه من القائمة العربية الموّحدة أن أييلت شاكيد هي أكبر عدو له في الائتلاف. فقد أمضى ساعات طوال في محاولة لاقناعها وطاقم عملها بتمرير قانون الكهرباء. وكذلك لأجل المصادقة على قرار حكومة نتنياهو الاعتراف بثلاث قرى في النقب، لكنها دفعته للانفجار صارخًا. يحكي طه لمقربيه أنه حتى بينيت يترجاهم بمحاولة اقناعها. رئيس مجلس محلي ما انتظر نصف سنة لأجل الحصول على توقيعها ومصادقتها على توسيع مخطط النفوذ ببلدته، في نهاية المطاف توجه الى وزير القضاء، الذي توجه الى زئيف الكين كي يساعد في اقناع أييلت شاكيد على المصادقة على توسيع مسطح النفوذ.
يعمل فريق أييلت شاكيد على أن يعيق ويُرهق الجميع حتى يحصلوا منها على إنجاز أي كان.
الأسبوع المنصرم قام أعضاء القائمة العربية الموحدة بنشر بيانات لوسائل الاعلام، يُفهم منها أن سياسة تطبيق قانون التنظيم والبناء في النقب على وشك أن تتغيّر. فقد أعلنت الموّحدة أن مباني بمساحة 50 مترًا والتي تم توسيعها الى 70 مترًا لن تُهدم، وذلك في بيان تم توزيعه على وسائل الاعلام العربية. صرخت شاكيد على الموظفين في وزارة القضاء. بعدها بيومين قاموا بنفي وجود أي تغيير على سياسة الانفاذ والتطبيق. في وسائل التواصل العربية قاموا بالسخرية من طه. الصحافي وائل عواد ينشر يوميًا منشورات ساخرة من رجال الموحدة.
في الوقت الذي يهاجم فيه رجال نتنياهو رئيس الحكومة بينيت بزعم أنه وّزع 50 مليار شيكل، يتضح الآن أن ليبرمان أعطى أمرًا للموظفين في قسم الميزانيات تأجيل تمرير البنود الميزانية المخصصة لتحويل هذه الأموال. بدلًا من 10 مليار شيكل بالسنة، التي يتحدث عنها نتنياهو، كان يفترض أن يحوّل بينيت 6 مليار شيكل خلال سنة 2022. حينما تمت المصادقة على ميزانية الدولة في لجنة المالية، يتضح أن قسم الميزانيات لم يشمل الأموال التي وُعد بها عباس في مشروع الميزانية المصادق عليه. ورغم ذلك، تجندت عضو الكنيست ايمان ياسين – خطيب للمساندة بتمرير الميزانية.
بعد أن فهم موظفو وزارة المالية أن أعضاء الكنيست من الموّحدة لا يعرفون كيف تُدار ميزانية الدولة، وعدوا الموّحدة بتمرير أوامر وبنود ميزانية جديدة في شهر شباط/ فبراير. وقد ادعوا أمامهم أن المخططات لتطبيق قرارات الحكومة ليست جاهزة بعد. انتهى شهر شباط/ فبراير ولم تُطرح بنود الميزانية على طاولة لجنة المالية. حتى في نيسان/ أبريل مرر موظفو المالية مليارات لوزارات الحكومة المختلفة، لكن ميزانيات عباس لم تحظَ بأي اعتبار وبأي بنود ميزانية للتنفيذ. قبل أسبوع أعلن عباس أن وزارة المالية ستقوم للتو بتحويل 200 مليون شيكل للمجالس المحلية العربية لهبات الموازنة. الأموال التي كان يُفترض أن تحوّل قبل شهر رمضان المبارك، لم تصل هذا الأسبوع أيضًا.
يعلم عبّاس أنه سيخسر كل شيء اذا تم تبكير الانتخابات. وهو على استعداد لفعل كل شيء بهدف الحفاظ على الائتلاف. أييلت شاكيد فهمت أن عباس مُحرج ويائس وتستغل وضعه في حال استمرت ريناوي – زعبي بالاصرار على انسحابها من الائتلاف، قد يتراجع كل من شاكيد، ليبرما، إلكين، وجانتس.
وتُشير استطلاعات الرأي أن الموّحدة ستجتاز نسبة الحسم. في المقابل، فإن وضع شاكيد وإلكين ليس زهريًا الى هذا الحد. الوحيدون الذين بالفعل يرغبون بتنظيم انتخابات هم أيمن عودة وبنيامين نتنياهو، كل لأسبابه الخاصة. وسنتوّسع في هذا الشأن لاحقًا.