الولايات المتحدة: المباحث ستحقق في مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة

81 إنتهاكًا لحرية الصحافيين معظمها من جيش الاحتلال

أدى الضغط من جانب السلطة الفلسطينية وعائلة المرحومة شيرين أبو عاقلة، مواطنة أمريكية بنفسها، الى إعلان المباحث الاتحادية الأمريكية (FBI) عن فتح تحقيق رسمي في حادثة قتل الصحافية في قناة الجزيرة، والتي سقطت شهيدة نيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات مع مسلحين فلسطينيين في جنين، خلال شهر أيار/ مايو المنصرم.

وكانت قد طالبت العائلة منذ حادثة مقتل ابنتها الى تحقيق أمريكي جديّ ومستفيض إزاء ظروف مقتلها يقود الى تحميل المسؤولية، وهو أقل ما يمكن أن تفعله الحكومة الأمريكية لأحد مواطنيها. وطالب في أيار/ مايو المنصرم 57 عضو بمجلس النواب الأمريكي مُدير المباحث الفدرالية الأمريكية باجراء تحقيق مستقل.

ورغم أن إسرائيل اعترفت جزئيًا بمسؤوليتها لمقتل الصحافية الفلسطينية – الأمريكية، وأعلنت اثر ضغوطات أمريكية مكثفة، عن “احتمال عالٍ بأن أحد جنوده قتل شيرين أبو عاقلة بالخطأ”، دون أن تتحمل مسؤولية فعلية لمقتلها.

وقد أبلغت وزارة القضاء الأمريكية أمس الاثنين، نظيرتها الإسرائيلية بقرار المباحث الفدرالية فتح تحقيق خاص. الامر، الذي احرج الجانب الإسرائيلي، لكونه يعبّر عن عدم ثقة الجانب الأمريكي بما خلص إليه التحقيق الإسرائيلي، الذي لم يحدد الجناة من بين جنود جيش الاحتلال الضالعين في حادثة قتل أبو عاقلة. وقد يعني التحقيق أن المباحث الفدرالية ستطالب التحقيق مباشرة مع جنود إسرائيليين.

وكان الجيش الإسرائيلي قد خلص إلى أن أحد الجنود وفي خضم النشاط الاحتلالي العسكري في مخيم جنين أطلق النار وأصاب شيرين. وقال الجيش في التقرير “فحصنا كافة تعليمات اطلاق النيران، وبالعموم لم نجد أي مشكلة في التطبيق أو بالاستعدادات إزاء تعليمات القتال أو في الحادثة نفسها”.

وقد هاجم وزير الجيش الإسرائيلي بيني جانتس القرار الأمريكي معتبرًا إياه “خطأ فادح”. وقال “الجيش الإسرائيلي نفذ تحقيقًا مستقلًا ومهنيًا، عُرض على الأمريكيين بكامل تفاصيله. أوضحت للمندوبين الأمريكيين أننا ندعم جنود الجيش ولن نتعاون مع أي تحقيق خارجيّ، ولن نسمح أي تدخل بالشؤون الإسرائيلية الداخلية”.

وتطالب مؤسسات حقوق الانسان والعائلة بفتح تحقيق جديّ من قبل طرف محايد بمقتل شيرين، اذ لا يجوز أن يحقق المتهم مع نفسه. كما تطالب بمحاسبة الجندي القاتل، حتى لو قتلت شيرين بالخطأ كما يزعم جيش الاحتلال. ويطالب ناشطون بتعويض العائلية كما هي الحال في قضايا شبيهة. كما ويطالبون بالتحقيق من طرف محايد بالاعتداء على نعش شيرين أبو عاقلة داخل حرم مستشفى القديس يوسف (سانت جوزيف) في القدس (في يوم تشييع الجثمان).

ولم تتفاجأ عائلة أبو عاقلة من نتائج التحقيق الإسرائيلي التي نشرت قبل شهرين معتبرين أنه “كان واضحًا للجميع بأنه لا يعقل ولا يصح أن يحقق مجرمو الحرب بالتحقيق في جرائم اقترفوها. ورغم ذلك، لا زال الألم والإحباط والخذلان يخيم علينا”.

 

81 إنتهاكًا لحرية الصحافيين معظمها من جيش الاحتلال

أعلنت مؤسسة “مدى” الحقوقية الفلسطينية هذا الأسبوع عن تسجيل 81 اعتداءً ضد الحريات الإعلامية في فلسطين، خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم.

وشهد شهر تشرين أول الماضي ارتفاعا في اجمالي عدد الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية في فلسطين حيث بلغت 81 اعتداء، مقارنة بما مجموعه 57 اعتداء وثقت خلال شهر أيلول الذي سبقه. وجاء ارتفاع اجمالي الانتهاكات نتيجة ارتفاع ملحوظ في عدد الانتهاكات الاسرائيلية التي قفزت بمقدار 26 نقطة عن الشهر السابق، وهو ما ترافق مع انخفاض في أعداد الانتهاكات الفلسطينية حيث لم يوثق سوى 5 انتهاكات ارتكبتها جهات فلسطينية.

وتم خلال الشهر الماضي توثيق ما مجموعه 9 انتهاكات ارتكبتها شركة فيسبوك تمثلت باغلاق وحجب صفحات لمواقع اخبارية وأخرى خاصة بصحفيين بعد تصريح أدلى به رئيس الوزراء الاسرائيلي توعد من خلاله بملاحقة الصفحات “الإرهابية”.

ارتفعت أعداد الاعتداءات الاسرائيلية خلال شهر تشرين أول الماضي لتحتل العدد الأكبر، حيث بلغت 66 انتهاكا مقارنة بـ 40 انتهاكا خلال شهر أيلول الذي سبقه، وبلغت نسبة الانتهاكات الاسرائيلية 82% من إجمالي أعداد الانتهاكات المرتكبة خلال الشهر. كما أن العديد من هذه كانت مركبة حيث وثق في أكثر من حادث عمليات استهداف مباشرة للصحافيين أو سياراتهم، ومنعهم من التغطية كما حدث على وجه الخصوص في قرية جيبيا بمحافظة رام الله اثناء تغطية إعلامية لموسم قطف الزيتون.

ولم يطرأ اي تغير ملحوظ على طبيعة الاعتداءات الاسرائيلية من حيث جاء بعضها ضمن الاعتداءات الخطيرة على حياة الصحفيين وحرية الصحافة، وكان أبرزها توثيق 16 اعتداء جسدي ما بين إصابة بالرصاص المطاطي أو الاختناق برائحة الغاز، كما وثق مدى 30 انتهاكا ضد الصحفيين بمنعهم من تغطية الفعاليات  سواء في الضفة أو في مدينة القدس، فيما استهدف جنود الاحتلال 8 صحفيين لمنعهم من التغطية وكان أشد الانتهاكات ما تعرض له أربعة صحفيين من حصار واستهداف بالرصاص أثناء تغطية عملية اقتحام الجيش لمخيم جنين، الأمر الذي عرض حياتهم لخطر محقق.

وبجانب الانتهاكات الاسرائيلية، فقد أغلقت شركة فيسبوك وقيدت خلال شهر تشرين أول 9 صفحات إخبارية وصفحات خاصة بصحفيين فلسطينيين يعملون مدراء على الصفحات الإخبارية، وارتفعت اعداد الانتهاكات الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي خلال شهر تشرين أول إلى 9 بنسبة 11% من مجمل انتهاكات الشهر مقابل 5 انتهاكات وثقت خلال أيلول المنصرم.

وانخفضت الانتهاكات الفلسطينية خلال شهر تشرين ثاني بشكل كبير مقارنة بالشهر الذي سبقه، حيث انحصرت بخمسة انتهاكات بنسبة 6% من مجمل الانتهاكات. وتوزعت على انتهاك واحد وقع في قطاع من قبل جهات غير رسمية اقتحمت منزل صحفي وهددته، فيما اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية ثلاث صحفيين أفرجت عن أحدهم بعد فحص بطاقته الشخصية فيما أفرجت عن الباقين فيما بعد.

ISRAEL WEATHER
Conference
יום עיון בחיפה