بلدية عكا تحاول “تربية” عرب المدينة

نشرت هذا الأسبوع بلدية عكا والشرطة بيانًا للاعلام باللغة العربية تطالب السكان العرب فيه بالامتناع من سياقة دراجاتهم ومركباتهم، عدم تدخين الشيشة والنرجيلة، والامتناع عن الشواء أو تشغيل السماعات ومكبرات الصوت في المدينة” عشية يوم الغفران اليهودي الذي يحّل غدًا.

محاولة بلدية عكا والشرطة “لتربية عرب المدينة” ومحاولتها لفرض أنظمة تصرف في أنحاء المدينة يوم العيد، قد تعتبر بنظر المواطنين العرب كقائمة تعليمات أكثر منها كطلب محترم.

وأعلنت البلدية أنه بدءًا من الساعة 17.50 يوم الثلاثاء وحتى انتهاء يوم الغفران باليوم التالي، تطلب من سكان المدينة الحفاظ على قدسية هذا اليوم والامتناع من المس بالحياة اليومية، وأعلنت أنه كافة مداخل المدينة ستكون مغلفة، وستغلق عدد من الشوارع أمام حركة السير. كما ستنصب الشرطة 18 حاجزًا في أنحاء المدينة. وأعلنت البلدية أنه في هذا اليوم “سيمنع دخول سكان من خارج المدينة”.

وطلبت البلدية من المواطنين العرب الحفاظ على الاحترام المتبادل بين كافة الطوائف في المدينة والامتناع عن سياقة الدراجات والمركبات والدراجات الكهربائية وعدم استخدام السماعات ومكبرات الصوت أو تشغيل الموسيقى بصوت عالٍ، علاوة على عدم تدخين الشيشة والنرجيلة أو حتى الشواء في أنحاء المدينة خلال هذا اليوم.

من جانبه عقّب مركز مساواة على قائمة “التعليمات” هذه بالقول: “يحق لكل انساءن أن يحيى بحسب ايمانه، اعلان البلدية والشرطة يمس بحقوق المواطنين العرب بالمدينة بأن يعيشوا حياتهم العادية في أيام الأعياد اليهودية. كما أن هذه القائمة تعتبر إكراه ديني تجاه اليهود الذين لا يصومون بيوم الغفران. لا يطلب أحد من اليهود أن يصوموا بشهر رمضان الكريم. بدلًا من قائمة تعليمات يتوجب على الشرطة أن تربيّ المواطنين على الاحترام المتبادل والحياة المشتركة والتي تساعد كافة الأطراف على احترام معتقدات وعادات كل طرف”.

يأتي اعلان البلدية في أعقاب التوتر القائمة بين السكان العرب واليهود في المدينة، على خلفية أحداث أيار 2021 الأخير التي أدت الى حرائق ومواجهات في المدينة.

ويشكل يوم الغفران نقطة حساسة ومصدر توتر في مدينة عكا. يُذكر أنه عشية يوم الغفران 2008 دخل سائق عربي بسيارته الى شارع بن شوشان بالمدينة، الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين اليهود الذين بدأوا برجمه بالحجارة. انتشار إشاعة حول مقتل السائق أدت الى خروج مئات المواطنين العرب الى المدينة واندلعت إشكالات ومواجهات بين اليهود والعرب انتهت بعشرات المصابين وأضرار بالممتلكات واحراق عشرات السيارات من كلا الطرفين.