بيان صادر عن: نساء ضد العنف، مركز الطفولة، نعمت، مركز إعلام، وحركة النّساء الديمقراطيّات

"نحيي يوم النساء العالمي ونرفض التطبيع مع محاولات القمع والإخراس وتقليص الحريّات"

بعد انقطاع دام لسنتين بسبب أزمة الكورونا، بادرنا هذا العام لفعالية جماهيريّة بمناسبة يوم النساء العالمي. واخترنا سوق الناصرة (البلدة القديمة) لعراقته ومركزه في تاريخ المدينة وتاريخ الجماهير العربيّة عامة. وإيمانًا منّا بأهميّة دعم المبادرات هناك، خاصة أن غالبيتها مبادرات نسائيّة.

افتتح اللقاء، يوم السبت المنصرّم 12 آذار/ مارس، برقصة إبداعيّة تعبيريّة بمشاركة فرقة شادن للرقص المعاصر، تلتها كلمة ترحيبيّة أكدت على أهمية إحياء يوم النساء العالمي كيوم نضالي، خاصة في ظل استمرار العنف والجريمة، والقمع ومحاولات التهميش والإخراس. ليقف الحضور بعدها دقيقة صمت لذكرى رزان عباس، الفتاة التي قتلت برصاصة أصابتها وهي داخل بيتها في كفركنا، المدينة التي تعاني من جرائم إطلاق نار وشجارات مستمرة. ولذكرى كل ضحايا جرائم القتل نساءً ورجالًا.

ثم شارك الحضور في ورشتين للنقاش جرتا بالتوازي، حيث ناقشت المجموعة الأولى موضوع «الأصوليّة وتحديّات العمل النّسويّ والحقوقيّ» بينما تناولت المجموعة الثّانية موضوع «الحراكات الشّبابيّة في ظل تقليص الحريّات».

واختتم البرنامج بعروض فنيّة ملتزمة بمشاركة مدرسة عايدة للباليه والرقص المعاصر والفنانة آية خلف مع فرقتها الموسيقيّة. وذلك بالرغم من محاولات لإخراس صوتنا والاعتداء على الفنانين والفنانات، الأمر الذي أثّرَ سلبًا على مجرى البرنامج الفنّيّ وحال دون استمراره بالشكّل الذي كان ينبغي أن يكون عليه.

نحن الجمعيات الشريكة في هذا النشاط اللاتي نعمل في مدينة الناصرة منذ عقود، نرفض الانصياع لكل محاولات تقليص الحريّات، كما نرفض كل ظواهر العنف، البلطجة والخاوة التي تمارس ضدّنا كمجتمع، لا سيّما ضدّنا كنساء.
لقد اخترنا أن نحيي يوم النساء العالمي من خلال تناول قضايا حارقة كالعنف والأصوليّة والتكفير وتقليص الحريّات الشخصيّة والجماعيّة. ولم نكن نعلم أننا سنضطر لمواجهة هذه الظواهر فعلًا على أرض الواقع في ذات اليوم الذي اخترناه لطرحها ونقاشها.
ما حدث يؤكّد مرّة أخرى أننا على منحدر خطير، وأنه يتوجب علينا مواجهة هذه الممارسات القمعيّة والعنيفة، كلّ من مكانه ومكانها.
لقد اخترنا متابعة البرنامج، وتصدّينا لمحاولات إخراسنا وقمعنا. ولكن هذا نضال طويل، ويحتاج لتكاتف الجهود من قِبلنا جميعًا، لا سيّما قيادات مجتمعنا. لأن النضال لمكافحة العنف والجريمة لا يتجزأ، وعلينا مجابهة كل أنواع العنف، وعدم القبول بالمفاوضات والمساومات على حقوقنا كأفراد وكمجتمع.

وعليه، نحن نطالب كل المسؤولين بأخذ دورهم بشجاعة، وعدم الرضوخ لمحاولات القمع والبلطجة، ولا لمحاولات تطبيع هذه الممارسات. وعدم القبول بالخطابات والتصريحات الشّعبويّة التي باتت تساهم بتدمير مجتمعنا.
كما نحمّل الشرطة المسؤوليّة، كونها لم تقم بواجبها، بل عمّقت الأزمة وحاولت ترهيب القائمات على البرنامج بحجة عدم أخذ التّصاريح اللازمة، الحجة ذاتها التي تستخدمها الشرطة ضد المتظاهرات والمتظاهرين وضد أصوات تنتفض على العنف وعلى سياساتهم العنصريّة.

وفي أعقاب كل ما ذكر أعلاه، رأينا من واجبنا التّوجه لقيادات مجتمعنا السياسيّة ومطالبتهم بأخذ دور فعّال حيال ما يحدث في سوق الناصرة وفي مجتمعنا عامة. وسنتوجّه كذلك لـ”وزير الأمن الداخلي” نطالبه بفحص حيثيات الموضوع ومساءلة شرطة الناصرة حول تصرفاتها خلال البرنامج وما بعده.

نحن في «نساء ضد العنف»، «مركز الطفولة»، «نعمت»، «مركز إعلام»، و«حركة النساء الديمقراطيّات» نكرّر ونؤكد رسالتنا بمناسبة الثّامن من آذار: أن الحريّات لا تتجزأ ولا تقبل المساومات، وأن مسؤوليتنا جميعًا الانتفاض ضد القمع بكل أشكاله؛ ضد الاحتلال، ضد الاستيطان، ضد محاولات تقليص الحريّات، ضد الذكوريّة، الأصوليّة والتكفير.

 
وقد تطرق ناصر الى عمل مركز مساواة والبرامج والمشاريع المتعددة التي يقوم بتنفيذها طاقم المركز ومنها، المرافعة القانونية والبرلمانية والدولية ،والتطوير الاقتصادي ،ومطالب مجتمعنا من ميزانية ألدولة خاصة فيما يتعلق بمكافحة الفقر، وبناء مناطق صناعية ،وزيادة الميزانيات للسلطات المحلية، اضافة الى البرامج  المجتمعية والتي تتضمن العمل مع المجموعات الشبابية والمجموعات النسائية بهدف رفع الوعي وتعزيز ودعم هاتين الفئتين ليكونوا حول طاولة صناع القرار في مجتمعنا.
 
وعبّر الحضور عن استيائهم حيال التمييز والعنصرية والتحديات التي يواجهها المجتمع الفلسطيني في البلاد، وأثنوا على اهمية عمل مركز ومساواة كمركز حقوقي يُعنى بتحصيل الحقوق لمجتمعه ، وأبدوا استعدادهم لتوطيد العلاقة مع مركز مساواة والعمل على رفع الوعي عند فئات مختلفة في بلادهم وإيصال الصورة الكاملة لما يحدث على ارض الواقع.
Conference
יום עיון בחיפה