بينما يحتفل المسيحيون في البلاد بعيد الفصح المجيد، أشارت تقارير صحافية الى تزايد الاعتداءات على الكنائس المسيحية في البلاد، بالأخص من جهات يهودية متطرفة.
وتعرضت يوم أمس الاثنين الكنيسة اللوثرية في بيت جالا (غربي بيت لحم) الى اعتداء من قبل شخص انتهك حرمة الكنيسة اختلف معه على موقف ركن به السيارة. وفي نهاية الأسبوع قبل الماضي تعرض بيت راهبات السالزيان في الناصرة لاعتداء من قِبل خمس أشخاص ملثمين مجهولين.
ويشعر المسيحيون وقادة الطوائف المسيحية أن الشرطة “لا تتعامل بجدية بما فيه الكفاية مع الوضع اعتداءات المستوطنين”، كما أنها ترفض أن ترى في تراكم الأحداث العنيفة ظاهرة، رغم أن جزءا صغيرا من الاعتداءات يتم الإبلاغ عنها للشرطة، علما بأن عددها أكبر بكثير من العدد المعروف.
والشهر الماضي حاول مستوطنان الاعتداء على كنيسة قبر العذراء مريم “الجثمانية” في مدينة القدس، وحاولا تخريب محتوياتها، بينما تصدى لهم المواطنون من مسلمين ومسيحيين تواجدوا في الموقع.
وأشار شهود عيان إلى قيام شابين بالاعتداء في كنيسة “قبر السيدة العذراء” المجاور لكنيسة الجثمانية في القدس، حيث استعمل أحدهما قضيب بضرب أحد الكهنة وبعض الحجاج المسنين في حين رمى الاخر بيضا. وتمكن الشبان الفلسطينيين من القبض على أحد المعتدين وتسليمه للشرطة بينما تمكن الآخر من الفرار.
وفي الوقت الذي يصر عدد من شهود العيان بأن المعتدين هم من اليهود، تدعي الشرطة بأن الشخص الذي قبضت عليه هو “مسيحي من مولدوفا الذي يعاني من اضطراب نفسي”، لكن تقارير اخرى تتحدث بأنه “مواطن من جنوب البلاد”!
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الاعتداء على الكنيسة، وقالت إن “الاعتداءات جرائم تندرج في إطار الاستهداف الإسرائيلي الرسمي للقدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية”.
وأشار مجلس الكنائس في بيانه إلى أنّ الاعتداءات المتكررة على الكنائس والمقابر في مدينة القدس بالفترة السابقة من قبل مجموعات مستوطنين متطرفة “باتت شبه يومية دون تحرك يذكر من قبل الحكومة والشرطة لصد هذه الاعتداءات ومنعها، والحفاظ على المقدسات الدينية واحترام الأديان وحرية العبادة”.
كما دانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، الاعتداء على كنيسة الجثمانية، وأشارت إلى أن تزايد استهداف الكنائس ودور العبادة يؤكد على أن عصابات المستوطنين الإرهابية تشعر بيد طليقة، وتساهل تام من سلطات وأجهزة الاحتلال معها. وأكدت أن “المؤامرة تستهدف هوية القدس الفلسطينية، التي تشمل تسعير الأجواء من قبل الاحتلال عشية حلول الشهر الفضيل، والتي تشمل جرائم اقتلاع العائلات الفلسطينية من بيوتها في البلدة القديمة والأحياء المحيطة، وتكثيف جرائم تدمير البيوت الفلسطينية”.
وبدأت الاعتداءات هذا العام، في اليوم الثاني من كانون الثاني/ يناير الماضي، حينما قام مستوطنون بعملية تخريب في مقبرة للبروتستانت في جبل صهيون، وتسبب هذا التخريب في الضرر لثلاثين من شواهد القبور، وبعد عشرة أيام تم خط عبارات تحمل شتائم على جدران دير الأرمن في البلدة القديمة وتم القيام بأعمال تخريب في دير الأرمن في معلوت بالجليل، وفي الشهر نفسه، تم الاعتداء على شباب مسيحيين في حي الأرمن بالقدس، وفي نفس اليوم ألقى مستوطنون يهود الكراسي على أشخاص كانوا يجلسون في مطعم للأرمن في البلدة القديمة.
وفي بداية شباط/ فبراير الماضي، تم الإضرار بتمثال للمسيح في كنيسة توجد في طريق الآلام، وفي نهاية ذات الشهر، تم الاعتداء على رهبان أرمن في حي الأرمن، والأسبوع الماضي، هاج مستوطن إسرائيلي من أصل مسيحي، في الكنيسة التي توجد في جبل الزيتون وهدد الحاضرين وهو يحمل قضيبا من الحديد.
ودانت مجموعة “الكنائس لأجل السلام في الشرق الأوسط” ورجال دين أمريكيين مسيحيين وغير مسيحيين في إدانتها للهجمات الأخيرة على الكنائس في القدس والبلاد، وبالأخص كنيسة الجثمانية في القدس الشرقية.
وكتب رجال الدين في رسالة الإدانة “يتوجب على المجتمع الدوليّ والحكومة الأمريكية ان تفعل كل ما في وسعها لضمان حرية العبادة في القدس وأن تعمل على احترام الديانات أجمع”. وأكد رجال الدين بيان البطريركية الأرثوذكسية في القدس، الذي أشار الى أن الهجمات على المقدسات في القدس يشكل انتهاك للقانون الدولي الذي يدعو بدوره لحماية المقدسات. مشددين على أن القدس مدينة مقدسة للمسيحيين والمسلمين واليهود على حد سواء.
