
كواليس الانتخابات في حيفا
منذ أحداث يوم الغفران في عكا في العام 2008، اتضح أن المستوطنين قد استهدفوا المدن المختلطة كأحد مواقع الضعف في
بعد أسابيع من البلبلة وعدم اليقين، وصلت الأطراف في القائمة المشتركة أمس الأربعاء لاتفاق مبدئي على استمرار القائمة المشتركة على خطاها وتركيبتها الحالية، واتفق الأطراف على استمرار النقاش والحوار إزاء تقسيم المقاعد بين مركبات القائمة. وتُعتبر مسألة تركيبة القائمة وتقسيم المقاعد بين الأحزاب الثلاثة مسألة حساسة في الأسابيع الأخيرة.
خلال الأسبوع الماضي لم تكن هناك أية اتصالات بين رؤساء الأحزاب الثلاثة التي تركب القائمة، بينما سعى كل منهم لتعزيز مكانته وحضوره في تركيبة القائمة، والدفع بمرشحيه الى أعلى الترتيب، على وقع النقاش القائم بين ناشطي الجبهة حول رغبة الحزب بمطالبة الحزبين الشريكين – التجمّع والعربية للتغيير، بترقية مرشح نقباوي في قائمة الجبهة على حساب مرشحي الحزبين الأخرين، الأمر الذي كان سيؤدي لتغيير موقعد النائب أسامة السعدي عن العربية للتغيير والنائب سامي أبو شحادة من التجمع، ويعرض مستقبلهم السياسي للخطر.
المعركة على ضمان مقعد لمرشح من النقب
في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة دارت اتصالات مع رجل أعمال من النقب، لم يُنشر اسمه، حول انضمامه لقائمة الجبهة للكنيست في إطار المشتركة، وذلك من منطلق سعي الحزب لتعزيز صفوفه وقاعدة ناخبيه في النقب. وذلك بالرغم من أن قائمة الجبهة للكنيست في إطار المشتركة بالسنوات الأخيرة، شملت المربيّ يوسف العطاونة من حورة، والذي شغل منصب عضو كنيست لعدة اشهر قبل أن يقدم استقالته من الكنيست على خلفية أزمة التناوب بين الجبهة والتجمع في القائمة المشتركة عام 2018. وقد أدرج في قائمة الجبهة للكنيست بموقع متأخر نسبيًا (المرشح السادس في قائمة الجبهة، والمرشح الـ13 – 17 في القائمة المشتركة، بالمعارك الانتخابية الخمس الأخيرة، ولم يدخل للكنيست الا حينما حققت المشتركة مع الموّحدة 15 مقعدًا).
عبّر العديد من الناشطين في النقب عن غضهم ازاء معاملة النقب من قبل المشتركة، ويضغطون جماهيريًا لترقية مرشح من النقب في واحدة من المقاعد الستّ الاولى بالمشتركة.
في القائمة المشتركة يوكلون أهمية كبيرة لضم القائمة مرشح من النقب، ويعتبرون الوضع السياسي الحالي فرصة لا تعوّض لحصد عشرات آلاف الأصوات في النقب، اثر أزمة الثقة بين الموّحدة والناخب النقباوي. منذ رحيل طيب الذكر النائب السابق سعيد الخرومي بشكل مفاجئ في آب/ أغسطس 2021، لم تتعافى الموّحدة في النقب.
الطيبي يهدد
استمرارًا للأزمة الدائرة في المشتركة، نشرت الحركة العربية للتغيير برئاسة النائب الدكتور أحمد الطيبي، بيانًا عبّرت فيه عن عدم ثقتها بالمشتركة وقيادة الجبهة بقوله “قرارنا الأساس هو الاستمرار في القائمة المشتركة ولن نخوض أي مفاوضات لتغيير تركيبة الأحزاب الحالية في القائمة مع حفظ الحق لكل حزب بتقييم أداء نوابه واختيار مرشحيه في هيئاته”.
كما أكدت الحركة العربية للتغيير أنها مستعدة لأي احتمالات دون أن تذكر احتمال الانسحاب من المشتركة، اذا ما استمرت “محاولات هيمنة وخلق صراع كراسي بين مركبات القائمة المشتركة” مؤكدين أن هذه المحاولات “ستُقابل بِرَد واضح وصريح ونحن على جهوزية لكافة الاحتمالات”.
وأكدت العربية للتغير أن “الجهود منصبّة للعمل الميداني والاعلامي وحشد الجهود وتهيئة الظروف لرفع نسبة التصويت في المجتمع العربي بعيدا عن المشاحنات والمحاصصات والمناكفات… تحضيرا للمؤتمر العام لانتخاب مُرشّحي العربية للتغيير في 27/08/2022”. لا يتوقع أن تشهد القائمة أي تغيير.
يوم امس الأربعاء نشرت صحيفة “كل العرب” أن ممثلي الأحزاب الثلاثة المكوّنة للقائمة المشتركة التقوا يوم أمس في اكسال بمحاولة لحل الخلافات وإيجاد توافق معين على مسألة ترتيب المقاعد في القائمة للكنيست.
بكل حال من الأحوال، يتوقع أن تتواصل الاتصالات واللقاءات بين المكوّنات للمشتركة. وذلك بعد أن طغت مؤخرًا التوترات بين الأحزاب المكوّنة للمشتركة اثر مطالب جبهاوية لضمان أربعة مقاعد للحزب في المقاعد الست الأولى بالقائمة. وقد امتنعوا في التجمع العربي الديمقراطي من التعبير عن موقف واضح تجاه هذه الأمور.
يبدو أنه في القائمة العربيّة الموّحدة يستخلصون العِبر من مشاركتهم بالائتلاف الحكوميّ مؤخرًا، وسينظمون عما قريب انتخابات تمهيدية في الحزب، في حين لا زالت هويّة مرشح القائمة من النقب مجهولًا. منذ أن توفيّ النائب السابق سعيد الخرومي، لم يدر حديث عن مرشح القائمة من النقب، ونائب رئيس بلدية رهط – عطا أبو مديغم، الذي كان مرشحًا في المقعد السابع بالقائمة أعلن أنه يستعد لتولي رئاسة البلدية ولا يفكر بدخول الكنيست حاليًا. وقد طُُرح اسم رئيس بلدية رهط الحالي فايز أبو صهيبان كمرشح متقدم من قبل النقب في القائمة الموّحدة.
علاوة على ذلك، نُشر أن النائب منصور عباس – رئيس القائمة العربية الموّحدة أكد مجددًا أن أعضاء حزبه شكلّوا محورًا مركزيًا في إسقاط حكومة نتنياهو تشكيل “حكومة التغيير”. وطلب الثقة من أعضاء حزبه ليتسمر في قيادة الحزب، معلنًا ترشحه لرئاسة الحزب في الانتخابات التمهيدية المقرر عقدها عما قريب. كما نُشر اعلاميًا أن عباس طالب المرشحين في قائمته الالتزام بالطاعة الائتلافية والتوقيع على تعهّد للالتزام بالطاعة حتى في شؤون خلافية بنظرهم، في حال شارك الحزب في الائتلاف الحكوميّ القادم، وذلك على ما يبدو في اطار استخلاص العِبر من أحداث الأشهر الأخيرة، وتصويت النائب مازن غنايم ضد الأمر المؤقت لتمديد سريان القانون الإسرائيلي على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، ما أدى لتفكيك الائتلاف واسقاط الحكومة.
بحسب التقرير في القناة 12، فإن مطالبة عباس تشمل قضايا شائكة تسببت باسقاط الحكومة السابقة. لا يتوقع ان يعود غنايم للكنيست في الانتخابات المقبلة بتشرين الأول/ أكتوبر.
يبدو أن الموّحدة قد أطلقت حملتها الانتخابية من الآن، وعلقت لافتات عملاقة على مفترقات الطرق في البلدات العربية، عليها النائب منصور عباس. في حيفا احتلت هذه اللافتة العملاقة المساحة الاعلانية المركزية في حي وادي النسناس العربي، في الموقع ذاته الذي حمل لافتة بنيامين نتنياهو في الانتخابات السابقة في محاولته للبحث عن أصوات في معقل المشتركة بحيفا، قبل أن أنزل عقب ضغط شعبي.
في ميرتس يجري رصّ الصفوف، وقد أعلن معظم نواب القائمة عن دعمهم للنائبة السابقة زيهافا جالؤون للرئاسة، بعدما أعلنت الأخيرة عن عودتها للحياة السياسية كي تُعيد الأمجاد وتُعيد ميرتس لعصره الذهبيّ.
في أولى رسائلها لكتلة اليسار قالت جالؤون: “أعود وأعدكم أن أعمل كل شيء كي تتواجد ميرتس هناك، كبيرة، قيمية وقوية. الآن ميرتس بحاجتنا، بحاجة كل من يؤمن بالسلام، بانهاء الاحتلال، بمجتمع عادل – تعالوا. سنعود كلنا الى ميرتس. سنُرجع القيم ونُرجع الأمل”. في ما بعد التقت برئيس الحكومة يائير لابيد، وأكدت التزامها بكتلة التغيير تحت قيادته.
تعاني ميترس من أزمة سياسية هي الأصعب في صفوف أحزاب المركز – اليسار. زعيم الحزب نيتسان هوروفيتس أعلن أنه لن يترشح على رئاسة الحزب، واستقال الوزراء عيساوي فريج وتمار زاندبرج. وأكد هوروفيتس عقب انسحابه من أن إحدى أسباب الأزمة هي قراره بضمان موقع متقدم بالقائمة للنائبة غيداء ريناوي – زعبي. يستعدون في ميرتس لتنظيم انتخابات تمهيدية في الـ23 من آب/ أغسطس، حيث سيتنافس النائب يائير جولان والرئيسة السابقة زيهافا جالؤون على الرئاسة من جديد.
في المقابل، أعلن الوزير المستقيل عيساوي فريج أن جالؤون هي الوحيدة التي تستطيع انقاذ ميرتس.
حتى الآن، يبدو أن قائمة ميرتس قد تخلو من مرشحين عرب، عدا عن النائب علي صلالحة، وذلك بعد استقالة كل من النواب فريج وريناوي – زعبي. احتمالات فوز الحزب بأصوات في المجتمع العربي دون مرشح عربيّ في مقعد متقدم، غير واضحة.
وأقيم مؤخرًا حزبان جديدان يسعيان للفوز بدعم ناشطي اليسار والمواطنين العرب.
لربما في اثبات على فقدان ثقة النقب بالقائمتين العربيتين – الموّحدة والمشتركة، أنشئ في النقب نهاية الشهر المنصرم حزب “مستقبل النقب للاعتراف والمساواة”. ويرأس الحزب الجديد رئيس بلدية رهط السابق طلال القريناوي، ونايف أبو عرار الرئيس الحالي لمجلس عرعرة النقب ورجل الاعمال إبراهيم النصاصرة.
وجاء في كتاب التسجيل المقدم لمسجل الأحزاب ان اهداف الحزب الجديد هي: تنظيم المجتمع العربي في النقب كمجموعة سكانية أصلانية، من اجل تحصيل حقوقها في مجالات التخطيط والبناء والتعليم والصحة والرفاه الاجتماعي والاقتصاد ومختلف جوانب الحياة. وإيجاد حل عادل لقضية أراضي عرب النقب. والاعتراف بالقرى غير المعترف بها.
يُجري القائمون على هذا الحزب مفاوضات مع الجبهة للانضمام للقائمة المشتركة.
كما أقيم حزب عربي – يهودي مشترك برئاسة رئيس الكنيست السابق أفروم بورغ، وعضو الكنيست السابق ابن النقب، طلب الصانع، الذي أُبعد في السنوات الأخيرة عن الحلبة السياسية. حاول بورغ والصنع في انتخابات سابقة دفع هذه العملية، التي يبدو أنها نضجت الآن.
من بين المرشحين البارزين في قائمة الحزب نجد ناشطة الجبهة سابقًا د. يعالا رعنان، الأستاذ (بروفيسور) فيصل عزايزة، ومدير عام وزارة الخارجية السابق – د. ألون ليئيل.
وأعلن الحزب في تأسيسه “نحن نتطلع إلى المستقبل، نريد تسجيل حزب من أجل إرساء أسس هذه الشراكة السياسية المهمة لمستقبل مجتمع عربي- يهودي مشترك ولحياة مشتركة في إسرائيل”.
يتبيّن من استطلاع للرأي أعده الأستاذ كاميل فوكس للقناة 13، أنه توزيع المقاعد في الكنيست في حال جرت الانتخابات اليوم يبقى تقريبًا على حاله، بحيث يحصد الليكود 34 مقعدًا، بينما يحصد “يش عتيد” – 22 مقعدًا.
وحصل معسكر نتنياهو، اليوم، على نتائج مطابقة لتلك التي حصل عليها في الأسبوع الماضي: الليكود 36 مقعدا، الصهيونية الدينية برئاسة بتسالئيل سموطريتش – 10 مقاعد، شاس – 8 مقاعد، و”يهدوت هتوراة” – 7 مقاعد.
بينما يحصد حزبي “كحول لافان – تكفا حداشا” برئاسة بينيت غانتس وجدعون ساعر على 12 مقعدًا، فيما يحصد حزب العمل 7 مقاعد، يليه حزب “يسرائيل بيتينو” مع 6 مقاعد.
وحافظت القائمة المشتركة على قوتها بـ 6 مقاعد، كما في استطلاعات سابقة. بينما يحصد “ميرتس” 5 مقاعد برئاسة زهافا جالؤون (على حساب حزب العمل الذي يفقد مقعدًا)، مقارنة بـ 4 مقاعد اذا ما تزعم الحزب يائير جولان. بينما لا يجتاز حزب “يمينا” برئاسة أييلت شاكيد نسبة الحسم (2,9%).
منذ أحداث يوم الغفران في عكا في العام 2008، اتضح أن المستوطنين قد استهدفوا المدن المختلطة كأحد مواقع الضعف في
حركة المقاطعة الدولية تشن حملة ضد الفنانة وتتهمها بالتطبيع شنت حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل حملة إعلامية شرسة ضد الفنانة التونسية
بعد أسابيع من اعتقاله سرًا: الإفراج عن النائب الأردني عماد العدوان وتسليمه للأردن حيث سيمثل أمام العدالة