
كواليس الانتخابات في حيفا
منذ أحداث يوم الغفران في عكا في العام 2008، اتضح أن المستوطنين قد استهدفوا المدن المختلطة كأحد مواقع الضعف في
لكل عملة جانبين، لكل منهما ايجابياته وسلبياته. كذلك هو بالنسبة للإعلان الأخير اليوم الاثنين عن خصخصة ميناء حيفا، وبيع حصة الأسد فيه لشركة تشغيل الموانئ الهندية التابعة لـ”مجموعة أداني”، بملكية جاوتم أداني – الذي يعتبر خامس أثرى رجل في العالم.
فقد فازت هذا الأسبوع شركة جادوت ومجموعة أداني الهندية بمناقصة تشغيل ميناء حيفا الحكوميّ، والذي يُعتبر واحد من ثلاثة موانئ تنشط على سفوح الكرمل، مقابل مبلغ وقدره 4,1 مليار شيكل. رغم أن التقديرات اشارت الى ان الاقتراحات تراوح بين 1,5 و 3 مليارات شواكل، هناك من تفاجأ من المبلغ الذي اقترحته الشركة الهندية.
وهذه هي ثاني عملية خصخصة ميناء في حيفا، بعد أن انتهت قبل سنة فقط عمليات انشاء ميناء الخليج، أول ميناء خاص في البلاد، والذي أنشاته شركة صينية، ومذ ذاك الحين يُعرف باسم “الميناء الصيني”.
ويتوقع أن تؤدي هذه الإجراءات بخصخصة الميناء الى زيادة تشغيل العمال العرب في الميناء وفتح مجال الملاحة البحرية والعمل بالمرفأ البحريّ الأكبر في حوض المتوسط أمام المواطنين العرب في البلاد، وهو قطاع كان مُغلقًا بوجههم حتى الآن بسبب احتكار الدولة وشركة موانئ إسرائيل التي سيطرت مع نقابات العمال القوية بتوظيف العمال.
صدرت في السنوات الأخيرة العديد من الشكاوى ضد نقابات العمال التي أمست جهة احتكارية وشُبّهت بالمصلحة العائلية، حيث يشغل فقط المقربين أو الأقارب، في وقت تبوأ رؤساء نقابات عمال الموانئ ومدراء الموانئ قمة أعلى الأجور في السوق وفي القطاع العام بإسرائيل خصوصًا.
لا شك أن لخصخصة ميناء حيفا إيجابيات وسلبيات، فمن جهة كما رأينا من تجربة الميناء الصيني بات تشغيل العمال العرب أمرًا عاديًا! فلم يعد هناك مانع من توظيف العمال العرب في الواجهة البحرية لإسرائيل “لدوافع أمنية”. فإن الميناء الصيني يشغل العديد من العمال العرب كسائقي شاحنات، كمشغلّي رافعات، وفي الجانب اللوجستي، وغير ذلك. بالنسبة للشركة الصينية التي تفعّل الميناء، عامل جيد هو عامل جيد.
من جهة أخرى، فإن تآكل قوة نقابات العمال تتواصل ولم يبق اليوم الا احتكار واحد فيه نقابات العمال لا زالت قوية ولا ينجح العمال العرب من تحطيم جدرانها وهي شركة الكهرباء. ففي شركة الكهرباء تواصل نقابات العمال بإدارة “نادي مغلق” وتمنع توظيف عمال عرب أكفاء وموهوبين. فيما تتواصل عملية إضعاف مكانة العمال في إسرائيل على وقع الخصخصة المتزايدة للخدمات والمصالح الاستراتيجية.
بأي حال من الأحوال، إنها فرصة للعمال العرب لخوض مجال جديد يفتح أبوابه هو الملاحة البحرية.
في الاعلام الإسرائيلي ركزوا على الشخص الذي اكتسب ثروته في التجارة وأصبح أغنى رجل في الهند والخامس في العالم. حيث أنشأ أداني (60 عامًا) شركة لتطوير الموانئ حينما كان في الـ26 من العمر، ومن هناك تطورت الشركة وتنوعت مصالحه التجارية، فخاض مجال اللوجيستيات، الأمن، الطاقة البديلة، الزراعة، وغيرها.
وكان أداني قد اقتنى أولى موانئه في العام 1995، وبعد سنة خاض مجال الطاقة. عمليًا فقد ترك دراسته للبكالوريوس كي يعمل بتجارة المجوهرات، وكسب أولى ثرواته بواسطة توريد البلاستيك الى الهند.
سيكون ميناء حيفا أول ميناء بملكية أداني والذي لا يقع في الشرق الأقصى، فقد أكد في تغريدة له على تويتر “يسعدني الفوز بمناقصة لخصخصة ميناء حيفا مع شريكتنا شركة جادوت. هناك أهمية استراتيجية وتاريخية كبيرة بالنسبة للدولتين. أنا فخور بكوني في حيفا، حيث قاد الهنود عام 1918 أكبر هجوم خيالة في التاريخ العسكري”.
منذ أحداث يوم الغفران في عكا في العام 2008، اتضح أن المستوطنين قد استهدفوا المدن المختلطة كأحد مواقع الضعف في
حركة المقاطعة الدولية تشن حملة ضد الفنانة وتتهمها بالتطبيع شنت حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل حملة إعلامية شرسة ضد الفنانة التونسية
بعد أسابيع من اعتقاله سرًا: الإفراج عن النائب الأردني عماد العدوان وتسليمه للأردن حيث سيمثل أمام العدالة