“داعمون للارهاب؟”: أكثر من مئتي شكوى للسلطة الثانية حول استطلاع الرأي العنصري

اكتفى مفوض شكاوى الجمهور بـ"الامتعاض" من هذا السؤال، ولم يتخذ أي موقف أكثر صرامة ولا اجراءات عملية عقابية.

أثار استطلاع الآراء العنصري الذي بثته شركة الاخبار التابعة لـ”كيشت” حفيظة الكثير من المواطنين العرب. وبالأخص سؤال طرحه الاستطلاع والذي تمت صياغته في مدارس نتنياهو وبن غفير العنصرية، أغضبت الجماهير العربية التي شعرت أن الاعلام الاسرائيلي يحرّض عليها. لذا فلا مفاجأة بهذا الكم الكبي رمن الشكاوى التي قدمت لمفوض شكاوى الجمهور في السلطة الثانية للتفزيون والراديو ضد الاستطلاع الذي عرضته “كيشت 12” في نهاية الأسبوع واعتبر القائمة الموّحدة “كتل داعمة للارهاب”!
الاستطلاع الذي عُرض في برنامج “أولبان شيشي” (استوديو الجمعة) على قناة 12 تسبب بجلبة اعلامية كبيرة، وأغضب الكثير من المشاهدين والصحافيين، بالأساس على خلفية الصياغة العنصرية لاحدى الأسئلة المطروحة، بحيث طُرح سؤال “هل توافق مع الادعاء بأن الحكومة تعتمد على داعمين للارهاب؟”.
لو كانت صياغة السؤال مختلفة لربما ما كان أحد يشتكي ويمتعض، ولكن هناك رائحة عنصرية تُتشم من أسلوب صياغة السؤال الذي يعتبر الأحزاب العربية الشريكة بالائتلاف الحكوميّ وتمثّل قطاع واسع من المجتمع العربي، هي أحزاب “داعمة للارهاب”. لا شك أن هذه الصياغة المغالِطة نابعة من دوافع عنصرية، وقد سبق واتهم الصحافي الذي استعرض الاستطلاع بأكثر من مناسبة بكونه يحمل مواقف عنصرية تجاه المجتمع العربي في البلاد.
يشكل هذا الخطاب الاعلامي العنصري خطرًا وتحريضًا على المجتمع العربي ، خصوصًا على وقع عدم اتخاذ اي اجراءات لوقف الانزلاق في هذا المنزلق العنصري بالخطاب العام باسرائيل، وبالأخص في وسائل اعلام تخضع للرقابة. حتى في رده للشكوى التي قدمت من مؤسسات حقوقية ومنظمات حقوق الانسان، اكتفى مفوض شكاوى الجمهور بـ”الامتعاض” من هذا السؤال، ولم يتخذ أي موقف أكثر صرامة ولا اجراءات عملية عقابية.
في رسالته ردًا على العاصفة الاعلامية التي تسبب بها السؤال، أوضح مفوض شكاوى الجمهور في السلطة الثانية – دافيد ريجف أن المفوضية فتحت باجراء استيضاحي. وأكد “في توجهك الذي تلقينا نحو 200 توجه شبيه به، اعترضتِ على استطلاع الرأي الذي استعرضه الصحافي عاميت سيجل في برنامج أولبان شيشي يوم 27 أيار/ مايو 2022 بمناسبة مرور سنة على تشكيل الحكومة”. وأضاف أنه في وصل ردًا من الجهة التي بثت البرنامج أي قناة “كيشت 12″، والتي ادعت أن “تهدف الاستطلاعات لفحص توجهات الجمهور تجاه الادعاءات والمواقف التي تُسمع في الحيز العام. لا يمكن تجاهل الادعاء الذي يُسمع من طرف المعارضة بأن الحكومة الحالية تعتمد على من تطلق عليهم المعارضة تسمية الكُتل العربية الداعمة للارهاب” كما زعموا في كيشت.
في المقابل، اعترفت الجهة المُنتجة للبرنامج أنه بالرغم من ذلك يوجد محل لاعادة توضيح صياغة السؤال: “واضح أن عرض الأمور على المستطلعة آراءهم في الاستطلاع لا تعبر عن موقف أو أي دعم للادعاء”.
وعبّر مفوض توجهات الجمهور دافيد ريجف عن امتعاضه من صياغة السؤال، لكنه أشار الى أنه “بالرغم من أن عرض السؤال كان في إطار حرية التعبير والانتاج المحفوظين للصحافي وللقناة، الا أنه صياغة السؤال تسببت بكثير من مشاعر عدم الارتياح وكان بالامكان صياغتها بطريقة مختلفة، غير مؤذية ولا تشمل جمهور كامل”.
في المقابل، يرى الجمهور العربي أنه منذ دخول عضو الكنيست ايتمار بن غفير للكنيست، بات الخطاب العام والخطاب الاعلامي يميل باتجاهات عنصرية أكثر فأكثر. بتنا نشهد العنصرية ترفع رأسها مرة تلو مرة، فيما تمنح هذه الموافقة الصامتة موافقة على ايذاء المواطنين العرب. عضو الكنيست العنصري بن غفير لا يكف عن اثارة العنصرية والتحريض على الجمهور العربي الفلسطيني، ويحظى بمنصات في كافة وسائل الاعلام الاسرائيلية. في السنة الأخيرة بات بن غفير محبوبًا في الاعلام الذي يستضيفه ويمرر بواسطته رسائل عنصرية خطيرة. لا شك أن الخطاب الذي يبثه بن غفير، يتغلغل في وسائل الاعلام وللهيئات الاخبارية، ويحظى بتعبير مثل الحالة التي شهدناها في نهاية الأسبوع الماضي.

Conference
יום עיון בחיפה