قطر تنهي الاستعدادات للمونديال وحملات لمقاطعة قطر تقودها مؤسسات حقوقية

إنتقاد انفانتينو لنفاق الغرب: أنا قطري، أنا عربي، أنا مثلي، أنا عامل مهاجر

إنطلق كأس العالم بكرة القدم 2022 المُقام في قطر يوم أمس، بحفل افتتاح ضخم، سبقه الكثير من النقد والانتقاد لسجل دولة قطر المضيفة في حقوق الانسان، ومقتل ما لا يقل عن 6 آلاف عامل أجنبي خلال أعمال تشييد الملاعب والاستعدادات لاستضافة المونديال. فيما أطلقت مجموعات حقوقية دولية حملة مقاطعة مونديال قطر بسبب انتهاكات حقوق الانسان القطرية.

وكانت قد أنهت قطر الاستعدادات لاستقبال المونديال من ناحية البنية التحتية والتحضيرات اللوجستية. وكانت قد فازت قطر بحق استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 بتاريخ 2 ديسمبر 2010. وتنوي قطري بعد انتهاء البطولة، أن تحول الاستادات والمناطق المحيطة بها إلى مراكز نابضة بالحياة المجتمعية، مُشكلة بذلك أحد أهم أعمدة الإرث الذي نعمل على بنائه لتستفيد منه الأجيال القادمة.

وفي وسائل التواصل الاجتماعي هيمنت وسوم مثل #كأس_العالم_قطر_2022 و #المباراة_الافتتاحية على معظم ما تداوله رواد مواقع التواصل في مختلف بلدان العالم العربي كما شاع وسم “مونديال الضاد” في إشارة لكونه اول كأس عالم يقام على أرض عربية.

 

إنتقاد انفانتينو لنفاق الغرب: أنا قطري، أنا عربي، أنا مثلي، أنا عامل مهاجر

من جانبه ردّ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جاني إنفانتينو على الانتقادات الواسعة لتنظيم كأس العالم في قطر، معبرًا عن دعمه لمجتمع الميم والعمال المهاجرين، لكنه في المقابل وجّه انتقادات شديدة اللهجة للدول الأوروبية، واصفاً الدروس الاخلاقية التي تحاول تسويقها باسم حقوق الانسان بـ”النفاق” وذلك عشية انطلاق مونديال قطر 2022.

وتوجّه انفانتينو الى وسائل الاعلام قائلاً “اليوم اشعر أني قطري، اليوم اشعر بأني عربي، اشعر بأني افريقي، بأني مثلي، أشعر بأني من اصحاب الإعاقة، اليوم أشعر بأني عامل مهاجر”.

ووصف انفانتينو الانتقادات المتعلقة بكأس العالم بـ”الدروس الاخلاقية” التي تنم عن “النفاق” عشية انطلاق المنافسات في الدولة الخليجية الغنية بالغاز التي تتعرض لحملة انتقادات واسعة منذ أن اختيرت لتنظيم أكبر حدث كروي للمرة الأولى في العالم العربي “أنا هنا ليس لاعطائكم دروساً في الحياة، لكن ما يحصل في الوقت الحالي هنا ليس عادلاً على الاطلاق. الانتقادات المتعلقة بكأس العالم تنم عن نفاق”.

وأضاف “بالنسبة الينا كأوروبيين ما قمنا به على مدار 3 آلاف سنة سابقة، يتعين علينا الاعتذار عنه على مدار 3 آلاف سنة مقبلة قبل أن نعطي دروساً للآخرين. هذه الدروس الأخلاقية تنم عن النفاق”.

وتطرّق إنفانتينو الى قرار فيفا بحظر تناول الجعة في محيط الملاعب الثمانية، فاعتبر أن مشجعي كرة القدم في كأس العالم يستطيعون العيش 3 ساعات من دون تناول الجعة “اعتقد شخصياً بأنك اذا لم تشرب الجعة على مدى 3 ساعات بامكانك أن تعيش. الأمر سيان في فرنسا، إسبانيا واسكتلندا”.

وستبقى الجعة متاحة في أجنحة الشخصيات الكبرى في الملاعب، ومنطقة المشجعين الرئيسية في الدوحة التابعة لفيفا وبعض مناطق المشجعين الخاصة ونحو 35 فندقا وحانات في المطاعم. وأثارت مسألة تناول المشروبات الكحولية خلال مونديال 2022، جدلًا في هذه الدولة المسلمة المحافظة بعد نيلها شرف التنظيم في كانون الأوّل/ديسمبر عام 2010، لا سيما بأن استهلاك الكحول في الأماكن العامة ممنوع فيها، كما لا يُسمح للزوار بإحضارها إلى البلاد، لكن يمكنهم الحصول عليها فقط في بعض حانات الفنادق والمطاعم. ويمكن للمغتربين غير المسلمين شراءها من متجر مخصّص يتطلب تصريحاً خاصاً.

 

قطر، تونس، السعودية، والمغرب: هل من إنجازات عربية منتظرة؟

تشارك أربع دول عربية في مونديال قطر بينها قطر المنظمة لهذا العرس الكروي العالمي، إلى جانب السعودية، المغرب وتونس. وتتوحد طموحات هذه المنتخبات في تحقيق نتائج إيجابية والمرور إلى الدور المقبل لإسعاد جماهيرها وجماهير الكرة العربية عامة. فما هي حظوظها في أول مونديال ينظم بدولة عربية؟

تعود أول مشاركة عربية في المونديال إلى 1934 التي حضرتها مصر، فيما تتصدر منتخبات كل من المغرب وتونس والسعودية قائمة الدول العربية من حيث عدد المشاركات في نهائيات كأس العالم بست مرات. ولم تتمكن إلا ثلاثة منتخبات عربية، وهي الجزائر، السعودية والمغرب من تخطي دور المجموعات في هذه المسابقة.

وافتتح المنتخب القطري المونديال بهزيمة مدوّية 2- صفر مع الاكوادور يوم أمس، في سابقة بمباريات كأس العالم، ليصبح أول منتخب مضيف يخسر المباراة الافتتاحية. ولا يحمل قطر أي توقعات للاجتياز الى الدور الثاني مع مجموعة تضم كل من السنغال وهولندا إضافة للاكوادور. ويطمح “العنابي” الذي يضم مجموعة من اللاعبين السودانيين والجزائيين والأجانب المجنسين، لتفادي سيناريو جنوب افريقيا التي كانت أول دولة مضيفة لا ينجح منتخبها بالانتقال الى الدور الثاني.

ويخوض منتخب “نسور قرطاج” مهمة صعبة في المونديال في مجموعة رابعة تضم أيضا أستراليا وفرنسا حامل اللقب. وهذه المشاركة هي السادسة لتونس في كأس العالم، ولا يزال يبحث عن عبور أول إلى الدور الثاني.

ويسعى الأخضر السعودي لتحقيق شبه المستحيل وتخطي مرحلة المجموعات من مجموعة صعبة اذ أوقعت القرعة المنتخب السعودي مع كل من الأرجنتين، أ حد أبرز المرشحين لإحراز اللقب بقيادة نجمه ليونيل ميسي وبولندا التي يقودها أحد أفضل الهدافين العالميين بشخص روبرت ليفاندوفسكي والمكسيك.

ويبدو أن المنتخب المغربي يحمل أفضل الحظوظ بتحقيق نتيجة مشرفة للعرب في كأس العالم، مع كادر مدجج بنجوم يلعبون في أفضل الفرق الأوروبية. في مقدمتهم ياسين بونو أفضل حارس مرمى الموسم الماضي في الليغا الاسبانية، وزميله في الفريق الأندلسي إشبيلية يوسف النصيري، وظهيري باريس سان جرمان الفرنسي أشرف حكيمي وبايرن ميونيخ الألماني نصير مزراوي، والقائد رومان سايس (بشيكتاش التركي) ونايف أكرد (وست هام الإنكليزي) ولاعب وسط فيورنتينا الإيطالي سفيان أمرابط وجناح أنجيه الفرنسي سفيان بوفال، إلى جانب العائد من الاعتزال الدولي حكيم زياش (تشلسي الإنكليزي) ومن الاستبعاد مهاجم اتحاد جدة السعودي عبد الرزاق حمدالله.

لكن مهمة أسود أطلس الذين يتقدمون ترتيب المنتخبات العربية لن تكون سهلة مع مجموعة تضم كل من وصيف بطل النسخة السابقة كرواتيا، والثالث فيها أيضا بلجيكا، إضافة الى منتخب روسيا.

وترنو الجماهير العربية عموما، سواء في تونس، المغرب، قطر والسعودية، إلى رؤية هذه المنتخبات وهي تكتب أسماءها بماء من ذهب على صفحات الكرة العالمية، لاسيما وأن المنافسة تنظم لأول مرة في بلد عربي، وهو ما سيسعدها ويعطي أملا جديدا في مستقبل الكرة العربية.

 

Conference
יום עיון בחיפה