لا تسافروا إلى إسطنبول: على خلفية تصفيات مسؤولين إيرانيين، إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر

في الأسابيع الأخيرة، قُتل ما لا يقل عن 6 علماء إيرانيين، بعضهم ضالعين بالبرنامج النووي الإيراني

وقع يوم أمس الاثنين حدث غير اعتيادي، دعا خلاله وزير الخارجية الاسرائيل يائير لابيد، المواطنين المتواجدين في تركيا وتحديدًا إسطنبول، الى العودة الى البلاد. كما دعا الإسرائيليين لالغاء سفراتهم الى تركيا، على خلفية التوتر الأمني في المنطقة، وبعد اعتقال خلية إيرانية سعت الى الانتقام على تصفية العلماء الإيرانيين في الأشهر الأخيرة.

في معهد الأمن الوطني في إسرائيل أعلنوا عن تحذير سفر خطير جدًا، ودعوا المواطنين الإسرائيليين لمغادرة إسطنبول على الفور خشية عمل انتقامي إيراني ضد إسرائيليين ومحاولات اختطاف، داعين الى عدم السفر الى أنحاء تركيا. يأتي ذلك بعدما أعلن أن جهاز المخابرات التركي اعتقل عملاء إيرانيين في تركيا عملوا على اختطاف سواح إسرائيليين في البلاد. وفي وكالات الأنباء الدولية اقتبسوا أقوال جهات استخباراتية إسرائيلية قالت إن هناك خلية إيرانية أخرى ناشطة في الأراضي التركية. مؤكدين أن القوات الإيرانية موجودة في أعلى مستوى استعداد.

وقد أعلن “معهد الأمن الوطني أنه يوصي الإسرائيليين من السفر غير الضروري الى أنحاء تركيا”، رغم أنه لا يوجد أي مانع من الرحلات عبر إسطنبول. وذلك على خلفية عمليات التصفيات الأخيرة لعملاء وعلماء إيرانيين، تم بعضها على أراضي إيرانية، في الأسابيع الأخيرة.

يُذكر أنه نهاية الشهر الماضي وعلى الخلفية ذاتها تم الغاء عشرات الرحلات والرزم السياحية والاستجمامية في تركيا.

في الأسابيع الأخيرة، قُتل ما لا يقل عن 6 علماء إيرانيين، بعضهم ضالعين بالبرنامج النووي الإيراني. وقد نُسبت العمليات الى الموساد الإسرائيلي. كما نسبت جهات استخباراتية دولية هجمات بواسطة طائرات بدون طيار على الأراضي الإسرائيلية، الى إسرائيل، في حين اتهمت طهران الامارات وجهات في العراق بالتعاون مع إسرائيل.

الأسبوع الماضي، نُشر في طهران عن مقتل أيوب انتزاري – خبير طيران من احدى مراكز البحث والتطوير في مدينة يزاد الواقعةف ي مركز ايران، ومقتل كمران ملافور – أرمولاي – عالم نووي كان يعمل في نتناز. في وسائل اعلام غربية قالوا إن العالمين الشابين توفيا بظروف غامضة اثر مرض فجائي بفارق أيام: أنتزاري توفي عن عمر 35 عامًا في 31 أيار/ مايو، بينما توفي أرمولاي البالغ 31 عامًا في 2 حزيران/ يونيو. في نهاية أيار/ مايو صدرت أنباء عن مقتل المسؤول في الحرس الثوري الإيراني حسن صياد الخضيري بنيران راكب دراجة نارية قبالة بيته في طهران. وكان يُنسب للمسؤول نشاطه في محاولة تصفية دبلوماسي إسرائيلي في الهند عام 2012.

كما أشارت وسائل إعلامية معارضة في ايران الى تصفية علي إسماعيل زاده – المسؤول في قوة القدس الذي وقع عن سقف منزله، بحسب ما أشار اليه تقرير موقع “ايران انترنشايونال” الموالي للمعارضة، فإن المسؤول الإيراني “قد أسقط” ولم “يقع لمماته” من قبل الحرس الثوري الذي شك بأنه سرب معلومات أدت الى تصفية حسن صياد الخضيري.

بلاغ آخر تناول مقتل علي كماني – ضابط بسلاح الجو الخاص بالحرس الثوري، والذي لاقى مصرعه في حادث طرق “خلال مهمة كان يقوم بها ” في مدينة خُمين غرب ايران. أنباء أخرى أشارت الى أن العالم محمد عبدوس الذي يعمل على تطوير أقمار اصطناعية وصواريخ بالستية هو الآخر قد مات “خلال القيام بمهمة”.

الأسبوع الماضي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت ان “دولة إسرائيل تعمل ضد الأخطبوط الايرانني الإرهابي وليس فقط ضد أذرع هذا الأخطبوط كما تم في العقود الأخيرة. أيام الحصانة الإيرانية التي تسعى فيها ايران لضرب إسرائيل وتنشر الإرهاب بواسطة أذرعها في المنطقة، وتبقى دون أن تمس، قد انتهت. نحن نعمل، في كل مكان وزمان، وسنواصل ذلك”.

في ايران تناولوا الأسبوع الماضي ما أسموه “التهديد الإسرائيلي” بعد سلسلة التصفيات المنسوبة لإسرائيل ولنشاطها في العراق، اذ قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أمس الأحد، إن إيران ستقضي على أي مصدر لما وصفته بالتهديد الإسرائيلي، داعية العراق لعدم السماح بانتهاك حدوده من جانب إسرائيل. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين، في إيجاز صحفي: “ننصح الأصدقاء في العراق بالحذر من أن تتعرض حدودهم الجغرافية وبلدهم للانتهاكات من قبل الأطراف المتمردة لاتخاذ إجراءات ضد أمن أصدقائهم وجيرانهم”.

وعن التصريحات العراقية بشأن عدم وجود أدلة على التواجد الإسرائيلي في العراق، أجاب متحدث الخارجية الإيرانية: “نستطيع تقديم معلومات للعراق أكثر مما يتوقعون. لقد حذرنا أكثر من مرة من وجود الموساد في العراق، وكانت عمليتنا في أربيل صغيرة وأصابت الهدف بدقة”.

Conference
יום עיון בחיפה