لم يُسدل الستار بعد: محمد بكري ينتظر قرار المحكمة العليا

ينتظر الفنان والمخرج محمد بكري قرار المحكمة العليا في القدس والتي يتوقع أن تصدر في الأيام القريبة، في الاستئناف الذي قدمه ضد قرار المحكمة المركزية في المركز على منع نشر وعرض فيمله “جنين جنين” في البلاد.

يُذكر أن المحكمة المركزية في اللد حكمت في كانون الثاني/ يناير 2021 أن الفيلم “جنين جنين” الذي يستعرض أحداث مجزرة جنين في الانتفاضة الثانية، يشكل قذف وتشهير ضد جنود جيش الاحتلال، ومنع نشره وعرضه في البلاد، وحكم بتعويض الجندي الكولونيل نيسيم مجناني بقيمة 175 ألف شيكل.

خلال النقاش في المحكمة العليا هذا الأسبوع حاولت ثلة من المتطرفين اليهود استفزاز الفنان محمد بكري والجمهور المتضامن معه، لكن بكري لم يعرهم أي اهتمام وبات نباحهم كالبالون المنفوخ لم يلق أي التفات من الحضور.

وأكد بكري – ابن قرية البعنة الجليلية، في حديث لمراسلنا أنه تلقى دعمًا كبيرًا من الناس في المحكمة، وأنه رغم أن ثلة من اليمين “حاولت التحرش والاستفزاز طوال الوقت. شخصيًا لم أرد على أحد منهم”.

وتابع بكري “ركز المحامي على قضية التقادم. ومن غير الممكن أن يتعرف الشخص على المدعي بين الجنود الثلاث الذين حضروا اليوم. بكل الحالات ننتظر قرار المحكمة”.

وأردف بكري ” المحاكم الإسرائيلية بكل ما يتعلق بعربي وبالأمن، عليها علامة سؤال. لا تخافوا أو تهابوا أحد، فإن حبل الكذب قصير، ومهما طال الظلم، الحقيقة سوف ترى النور، وينتهي كل عدم الانصاف، خصوصًا بقضيتنا الفلسطينية. الاحتلال زائل. ومعنوياتي فوق الريح”.

بعد 20 سنة من المجزرة والمعركة في جنين، قضاة المحكمة الثلاث اسحق عاميت، اليكس شطاين، ودافيد مينتس، حددوا مجريات الجلسة التي لم تتمحور حول جوهر القضية وأبعادها السياسية وتمركزت حول الجانب القضائي فقط. ويتوقع أن يصدروا قرارهم في استئناف بكري على قرار المحكمة المركزية في الأيام القريبة.

يُذكر أن بكري قدم التماسًا للمحكمة العليا عام 2003 ضد الدولة بعدما رفض مجلس نقد الأفلام إتاحة نشر وعرض فيلمه الوثائقي “جنين جنين”. وقبلت المحكمة الالتماس وسُمح بعرض الفيلم حتى العام 2021. وفي 2011 كان قد تقدم خمسة جنود إسرائيل بدعوى تشهير ضد بكري، باسم جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي. في حينه، رفضت المحكمة المركزية دعواهم وحسمت بأنه لا يحق لهم رفع دعوى كونهم ليسوا طائفة أو جمهور معرّف ووجهتهم الى المستشار القضائي للحكومة. نتيجة ذلك قدمت الدولة استئنافًا على القرار، لكن المحكمة العليا ردّت ورفضت الاستئناف.

وكان قد شارك في الجلسة عائلات بعض جنود الاحتلال الذين شاركوا في مجزرة ومعركة جنين، الى جانب وزير الثقافة الاسرائيلي حيلي تروبر الذي أبدى دعمه لمنفذي مجزرة جنين. بينهم المحامي يسرائيل كاسبي الذي كان أحد الجنود في جنين. وكذلك عبّر وزير القضاء جدعون ساعر عن دعمه للجنود الإسرائيليين الذين ارتكبوا المجزرة وكتب “يجب منع نشر وعرض الفيلم جنين جنين في إسرائيل. إنها استباحة لدمائهم. جنود الجيش الإسرائيلي تصرفوا بشكل أخلاقي لا مثيل له في أي جيش بالعالم”.