ما كان يجب أن تصدر أقوال الحاخام يوسف ضد بن غفير فقط في إطار تنافس على الأصوات

وحتى أن الحاخام يجب أن يحظر اقتحام الأقصى جملة وتفصيلا. والا لكان تصريحه مجرد ضريبة كلامية فحسب.

 

قد تكون تصريحات الحاخام الأكبر لطوائف السفراديم – يتسحاق يوسيف، التي أدلى بها يوم السبت الماضي ضد عضو الكنيست الفاشي الكاهانيّ ايتمار بن غفير، نابعة من صراع وتنافس على الأصوات، لكن لا يجب أن تكون كذلك.

فقد هاجم يوسيف في الدرس الديني الذي يقدمه بعد انتهاء السبت اليهودي، الأخير في كنيس “اليزيديم”، عضو الكنيست العنصري المتطرف الكهاني إيتمار بن عفير، بسبب استفزازاته المتكررة واقتحاماته للمسجد الأقصى المبارك، بما يخالف ما ورد في التوراة.

واعتبر يوسيف أن اقتحام عضو الكنيست للمسجد الأقصى تشكل تحديا لمواقف كبار الحاخامات، تُلهب الاجواب، ويتمرّد ويحرض الأرواح ويؤدي الى تدنيس كلام الله”.

والحاخام يتسحاق يوسيف، هو نجل الحاخام الأكبر الأسبق عوفاديا يوسيف، وهو عمليُا من حزب “شاس”، ويتوقع له أن يصبح الزعيم الروحي للحزب بعد انتهاء ولايته. ورغم أن الهجوم ينبع من دوافع حزبية ضيقة، الا أن موقف كبار حاخامات الحريديم – اليهود المتزمتين يحظر على اقتحامات الأقصى، كم بالحري أداء الشعائر الدينية والصلوات هناك، طالما لم يُبن الهيكل من جديد، ويعتبرونه تدنيسًا للديانة اليهودية.

وجاء في أقوال يوسيف “كل الحاخامات الكبار حظروا الدخول الى جبل الهيكل (المسجد الأقصى). هناك واحد يدعى بن غفير، يدخل جبل الهيكل علنا، فأي تجديف هذا، بأن يتمرد على كبار إسرائيل. فكر للحظة يا أهبل، أن حاخامك، هو مثل كل هؤلاء الحاخامات…”، وأضاف “يأتي عضو كنيست، ويلهب الأجواء، ويتمرّد على أوامر كبار إسرائيل… يجب الابتعاد عنه وعن كل تصرفاته”.

وتأتي أقوال يوسيف على وقع جذب قائمة “الصهيونية الدينية” الاستيطانية العنصرية في قاعدة مصوتي حزب شاس، التي يُحتسب عليها الحاخام يوسيف، كنجل الحاخام عوفاديا يوسيف – الزعيم الروحي للحزب حتى قبل مماته. وقد صعدت قائمة الصهيونية الدينية برئاسة بتسالئيل سموتريتش وعضوية الفاشي بن غفير في استطلاعات الرأي، وتحوز بحسبها على 9 مقاعد، مضيفة مقعدين على حساب حزبي شاس ويمينا برئاسة نفتالي بينيت.

وأوعز المحلل السياسي عاميت سيجل أقوال الحاخام عن بن غفير ووصفه بالأهبل أنه لم يكتشف الأمر من هذا الأسبوع فقط، “وانما يرجح أن أصدقاء زيارة بن غفير الأسبوع الماضي الى احدى معاقل شاس في كنيس اليزيديم، لدى الحاخام الياهو. في شاس قلقون جدًا من تعاظم قوة بن غفير في صفوف مصوتي الحزب”.

بالرغم من ذلك، فإن أقوال الحاخام ما كانت يجب أن تصدر في وقت على مقربة من الانتخابات واحماء الساحة السياسية فقط بل يجب أن تقال قبلها بكثير، وحتى أن الحاخام يجب أن يحظر اقتحام الأقصى جملة وتفصيلا. والا لكان تصريحه مجرد ضريبة كلامية فحسب.

 

Conference
יום עיון בחיפה