مركز مساواة يلتمس للمحكمة العليا ضد قرار ترقية كلية تل حاي لجامعة في فترة الانتخابات

هناك عدد ليس بقليل من الكليات في المجتمع العربي التي قد تكون مرشحة للترقية، بينها أكاديمية القاسمي، كلية سخنين، الأكاديمية العربية للتربية في حيفا، وغيرها..

إلتمس مركز مساواة – لحقوق المواطنين العرب في إسرائيل اليوم الخميس ضد الجلسة المستعجلة المخططة في مجلس التعليم الحالي بهدف المصادقة على قرار لجنة التخطيط والموازنة لترقية كلية تل حاي وجعلها الجامعة الـ11 في إسرائيل.

ويدعي مركز مساواة في دعواه التي قدمت بواسطة المحاميان روعي بلخار ومهند ناصر من مكتب المحامين كريسبين، روبنشطاين، بلخار وشركاه، أن تنظيم الجلسة المستعجلة في مجلس التعليم العالي بعد يوم من رأس السنة العبرية بهدف المصادقة على قرار لجنة التخطيط والموازنة الذي اتخذ أيام قليلة قبل رأس السنة العبرية، يبدو كمحاولة لتحقيق انجاز سياسي سريع، قبيل الانتخابات المقبلة للكنيست.

يقول مُدير مركز مساواة – جعفر فرح، إن ترقية كلية تل حاي الى مستوى جامعة سيمّس بجهود المواطنين العرب الطامحين لانشاء جامعة ممولة من قبل الدولة في بلدة عربية بالشمال منذ سنين طوال. ويُشير مركز مساواة الى التخوّف الشديد من وجود مصالح متضاربة، بفضل العلاقات المتينة بين وزيرة التربية والتعليم وكلية تل حاي، وعلى وقع أن رئيس لجنة التخطيط والموازنة الذي قامت الوزيرة بتعيينه للمنصب مع توليها منصب وزيرة التربية والتعليم، شغل حتى قبل توليه منصب رئيس اللجنة، منصب رئيس كلية تل حاي.

وليس مركز مساواة الوحيد القلق من قرار لجنة التخطيط والموازنة بجعل كلية تل حاي جامعة، ونية مجلس التعليم العالي المصادقة على القرار. وهناك عدة كليات في الشمال شريكة لهذا القرار كالكلية الأكاديمية صفد والكلية الأكاديمية كينيريت، اللواتي تفاجأن من القرار المستعجل الذي اتخذته لجنة التخطيط والموازنة، رغم عشرات التحفظات، الأمر الذي يؤكد اتخاذ القرار على عجل، والذي من شأنه أن يهدد المنظومة البيئية الأكيديمية في الشمال، مع تسييس الإجراءات التي من المفترض أن تكون حيادية وخالية من أي تأثيرات سياسية. ويثير توقيت اتخاذ القرار تخوفات العديدين من كون القرار قرار سياسيّ بحت.

وحتى مندوب الجمهور في لجنة التخطيط والموازنة – مدير عام وزارة المالية السابق السيد شموئيل سالفين عبّر عن انتقاده الشديد لهذا القرار الذي وصفه بأنه “فضيحة وقرار تفوح منه رائحة سياسية.. القرار برمّته فضيحة، انشاء جامعة من كلية بالكاد فيها 4,700 طالب جامعيّ. أنشأوا لجنة تفوح منها رائحة تسييس. انشاء جامعة هو قرار يقوم على انفاق المليارات، من الذي سيستثمر بالبُنى التحتية”؟

وأضاف سالفين في مقابلة “لا يوجد أي مُبرر لاتخاذ قرار كهذا في فترة الانتخابات. قررت وزيرة التربية والتعليم والائتلاف الحاكم ما قرروه ولم يفحص أي شخص اذا كانت هناك أصلًا حاجة بجامعة حادية عشرة، وما هي العواقب لهذا القرار.. يوجد هنا تدخل سياسي في عمل لجنة التخطيط والموازنة ومجلس التعليم العالي، وأنا أتفاجأ من أن شخصيات أكاديمية مرموقة تتعاون مع هذا العمل. عليهم ألا يلومونا لاحقًا بزعم وجود تدخل بالحرية الأكاديمية”.

وكتب المحاميان بلخار وناصر في خطاب الدعوى: “طالما استمرت اجراءات وزيرة التربية والتعليم ومجلس التعليم الحالي في قضية الاعتراف بكلية تل حاي كجامعة، يتوقع أن تستمر معاناة الجماهير العربية لعدة أجيال. المعنى الفعليّ للاعتراف بكلية تل حاي كجامعة هو أنه لن تقوم مؤسسة أكاديمية مموّلة في بلدة عربية بالشمال. عقب ذلك سيبقى آلاف الطلاب الجامعيين العرب دون استجابة لاحتياجاتهم وسيضطرون “لأن يهاجروا” وكسب تعليمهم العالي في دول مجاورة أو في مؤسسات أكاديمية في الخارج، بما يشمل جامعات السلطة الفلسطينية، الأردن، وأوروبا. وهذه وضعية غير مقبولة لا بد من أن يوضع حد لها”.

وأضاف مُدير عام مركز مساواة – جعفر فرح قائلًا “قرار انشاء جامعة يهودية إضافية في بلدة يهودية هو قرار مُخزٍ. منذ العام 1948 لم تُنشأ أية مؤسسة أكاديمية واحدة بتمويل من مجلس التعليم العالي في بلدة عربية. في المقابل، أنشأت أكثر من 30 مؤسسة أكاديمية ممولة في بلدات يهودية. إذا كان هناك شيء يبدو كتمييز، وتفوح منه رائحة تمييز، فهو تمييز بلا شك”!

قرار حكوميّ لانشاء جامعة في الجليل

في واقع الأمر، يوجد قرار مبدئي بإنشاء جامعة إضافية في الجليل من سنوات التسعينيات من القرن الماضي. اتخذ القرار على اشناء جامعة في الشمال معدّة للمجتمع العربي في فترة تولي رئيس “ميرتس” سابقًا – يوسي ساريد، منصب وزير التربية والتعليم. ولكن، مذ غادر ساريد المنصب تم تجميد مسألة انشاء جامعة عربية أولى بالبلاد. وفي عام 2005 اتخذ قرارًا بانشاء جامعة إضافية في الجليل. طُرح الموضوع من جديد في عهد الوزيرة يولي تمير، دون أن يحدث أي تقدم بالمسألة.

منذ أن بُلغنا في آب/ أغسطس الماضي عن انشاء عاشر جامعة في البلاد والأولى كجامعة خاصة دون تمويل رسمي، باسم جامعة رايخمان، بعد الاعتراف بالمركز متعدد المجالات في هرتسليا كجامعة، تفرغ المسؤولين عن التعليم العالي للنقاشات حول انشاء جامعة جديدة.

في المجتمع العربي، يطالبون منذ سنين بانشاء جامعة تُدرّس باللغة العربية، والتي ستهب المواطنين العرب الذين يشكلون نحو 20% من الطلاب الجامعيين في إسرائيل تمثيلًا لائقًا، وتساهم في النقاشات الأكاديمية والعلمية في إسرائيل، على أن تساعد بدمج الشباب العرب وانخراطهم في التعليم العالي.

شهدت السنوات الأخيرة حملة مكثفة داعية لانشاء جامعة إضافية في الجليل، بالأخص على وقع أن نحو 60% من المواطنين العرب في إسرائيل يقطنون الجليل، ويشكّلون نحو 54% من سكان المنطقة، أي الجليل ولواء الشمال.

خلال السنة الماضية أجري في مجلس التعليم العالي نقاشًا حول انشاء الجامعة في الجليل. وذلك بمبادرة من وزيرة التربية والتعليم يفعات شاشا – بيطون، والتي يُعتبر قرار انشاء جامعة في الجليل واحد من وعود حزبها “تكفا حداشا” الانتخابية، ويصب في اطار الاتفاقيات الائتلافية. بينما تسعى الوزيرة لتوحيد بين كليات أو ترقية واحدة من الكليات في الجليل الى مستوى جامعة.

تحويل كلية الى جامعة يتطلب استثمارات بمئات ملايين الشواكل للمدى البعيد. ويعني هذا التحوّل تجنيد كادر أكاديمي ودفع رواتب أعلى، توسيع الكادر الإداري، بناء صالات للمحاضرات ومختبرات وتمويل أبحاث. علاوة على ذلك، سيُطلب من الكليات المرشحة للترقية أن تثبت أنها تملك بُنى تحتية لائقة من حيث الحجم وجودة الكادر الاكاديمي، ومتوّسع ومتنوّع من مجالات التعليم والبحث.

هناك عدد ليس بقليل من الكليات في المجتمع العربي التي قد تكون مرشحة للترقية، بينها أكاديمية القاسمي، كلية سخنين، الأكاديمية العربية للتربية في حيفا، وغيرها.. في الماضي نشطت كلية كبعثة عن جامعة أمريكية والتي طمحت لتصبح جامعة جديدة معترف بها.

يساهم المجتمع العربي كثيرًا للمجتمع العلميّ والبحثيّ، وكذلك للمجتمع الطبيّ، فعدد كبير من الأطباء العرب ينهون دراساتهم في الخارج، ان كان في الجامعات الأردنية أو في الجامعات بشرق أوروبا، وقد أثبت كثير منهم نفسه في المستشفيات بالبلاد. على خلفية النقص الكبير بالأطباء في إسرائيل، الذي يتوقع أن يزيد في السنوات المقبلة، والذي شعرنا به بشكل خاص خلال أزمة جائحة الكورونا في آخر سنتين، صودق قبل سنوات قليلة على فتح كلية جديدة لتدريس الطب في مستشفى “زيف” بصفد.

تنشط في إسرائيل تسع جامعات تحظى بتمويل حكومي: الجامعة العبرية في القدس، جامعة تل أبيب، جامعة حيفا، التخنيون، معهد وايزمان، جامعة بن غوريون في النقب، جامعة بار ايلان، جامعة أريئيل، الجامعة المفتوحة، إضافة الى جامعة رايخمان (أول جامعة خاصة في إسرائيل).

Conference
יום עיון בחיפה