منظمات الأطباء ضد ستروك: الانسان فوق كل شيء!

قسم أبوقراط، المعروف كقسم الأطباء، سيكون نورًا يضيء درب الأطباء والطبيبات في البلاد، هذا ما أعلنه رؤساء المنظمات الطبية هذا الأسبوع ردًا على أقوال النائبة أوريت ستروك (الصهيونية الدينية) التي يتوقع أن تشغل منصب وزيرة في الحكومة المقبلة، والتي قالت إنه بنظرها “يستطيع كل طبيب عدم تقديم العلاج بشكل يتعارض مع معتقداته”.

وسارع رئيس نقابة الأطباء البروفيسور تسيون حجاي لاستنكار أقوال ستروك معتبرًا أنها “بائسة”.

وأضاف في بيان للاعلام “لن نسمح لأي شخص بإدخال اعتبارات خارجة أو سياسية الى منظومة العلاقة بين الأطباء والمرضى: جهاز الصحة لطالما كان جزيرة من الرُشد، رمزًا للتعايش، مكان يعمل فيه العرب واليهود جنبًا الى جنب، بينما تبقى قيمة المساواة قيمة عليا. في قسم الطبيب العبري جاء “وساعدتم أي انسان مريض إن كان يهوديًا أم أعجميًا واذا واجهنا مواطن سنحترم”. حتى في صلاة الرمبام (الحاخام شمعون بن ميمون) كُتب سأنظر للمريض كانسان فقط، هكذا كان وهكذا سيكون دومًا”.

قالت النائبة الفاشية أوريت ستروك، عن حزب الصهوينية الدينية، اليوم الأحد خلال نقاش تعديل قانون التمييز، إنه يجب تعديل القانون ليسمح للـ “الأطباء المتدينين برفض تقديم علاج طبي للمرضى لغير اليهود خلال يوم السبت”، وذلك اعتمادًا على “فتوى دينية” لزعيم شاس الروحي الاسبق، عوفاديا يوسيف، بموجبها “لا يوجد تصريح بخرق شرائع السبت لطبيب يهودي لإنقاذ حياة شخص غير يهودي”، وفق قولها.

وقالت ال المنائبة المستوطنة أوريت ستروك في تعقيبها عبر تغريدة بالتويتر، أكدت فيها “يمكنكم الهدوء ولا تعملوا من الحبة قبة. لا أحد ينوي التمييز ضد المثليين لمجرد كونهم مثليين. لا بالعلاج الطبي ولا بأي خدمة أخرى. المثليون هم بشر ويستحقون الاحترام والمحبة كأي شخص آخر. لا يدور الحديث عن هوية المريض بل عن طبيعة العلاج”.

وبحسب الفاشية ستروك “إذا كان هناك علاج طبي مناقض للشريعة، فلن يضطر الطبيب المتدين إلى تقديمه، بغض النظر عن هوية المريض”. أي أنه يمكن لطبيب كهذا أن يعارض تقديم علاج لشخص مثلي وتوجيهه لعلاجات “تغيير الميل الجنسي” على سبيل المثال لا الحصر، أو مثلًا رفض تقديم العلاج لامرأة عربية، بزعم أن هذا “يناقض شريعته”. ومثل هذا القانون المشمول باتفاقيات الائتلاف الحكومي التي كشفت مؤخرًا، سيُسمح للطبيب اليهودي المتدين بعدم معالجة مريض غير اليهودي، بناءً على “أحكام الفتوى” السابق ذكرها. وفقًا للاتفاق، سيتم تمرير تعديل لقانون التمييز، “بطريقة تسمح لأي شركة خاصة بالامتناع عن تقديم خدمة أو منتج بسبب المعتقد الديني، إذا كان من الممكن الحصول على بديل مماثل في منطقة جغرافية قريبة بسعر مشابه”.

وسارع بنيامين نتنياهو لاستنكار أقوال ستروك التي وردت في لقاء عبر راديو “ريشت بيت”، ولو كان كضريبة كلامية فحسب، مؤدًا “أقوال أوريت ستروك غير مقبولة عليّ وعلى أعضاء الليكود. الاتفاقيات الئتلافية لا تسمح بالتمييز ضد المثليين أو المسّ بحقهم في تلقي خدمات كأي مواطن آخر في اسرائيل. الليكود سيضمن ألا تمسّ حقوق المثليين أو حقوق أي مواطن في اسرائيل”.

كذلك استنكر رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ أقوال ستروك معتبرًا أن “التصريحات العنصرية التي نسمعها مؤخرًا مقلقة جدًا”.