يوم الطفل العالمي: نحو 600 ألف طفل معرضون للعنف الأسريّ في إسرائيل

بينهم قلة من الأطفال فقط – 1976 تلقوا العلاج في الملاجئ ومراكز منع وعلاج العنف خلال العام 2021

أحييت دول العالم أمس الأحد الموافق 20 تشرين الأول/ نوفمبر اليوم العالمي للطفل، كما تحييه في كل عام بناء على توصية من الجمعية العامة للأمم المتحدة ليكون يومًا للتآخي والتفاهم بين أطفال العالم، وللعمل من أجل مكافحة حالات العنف ضد الأطفال واستغلالهم.

 ويُعنى هذا اليوم بحث الحكومات على سن قوانين وأنظمة لحماية حق الطفولة والتبصير بما يعاني منه الأطفال في بعض دول العالم من صنوف شتى من ألوان العنف. تم اعتماد يوم 20 نوفمبر ليتزامن مع اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العمومية للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل في عام 1959 واتفاقية حقوق الطفل في عام 1989.

وطالبت فيتسو في تقرير من كافة الوزارات المعنية أن تتحمل مسؤولية أولئك الأطفال المعرضين للخطر بهدف حمايتهم في الوقت وتقديم العلاج اللازم، بحيث لا يتحول العنف الأسريّ عامل في حياتهم، ومنعه من أن يصبح آفة اجتماعية مستشرية في المجتمع.

مؤخرًا بدأت الدراسات والآداب المهنية بالاهتمام بالأولاد المعرضين للعنف الأسريّ والذين كانوا يعتبرون الى اليوم كضحايا ثانويين وشفافين، وبدأ الاعتراف بهم كضحايا عنف مباشرة أو كمصابين بصدمات “بوست تراوما”. مع الوقت بدأ يتجذر الفهم بأن تعرض وانكشاف الأولاد على العنف الأسريّ هو ضرر لهم ايضًا للأمد القريب والبعيد على حد سواء.

بحسب تقارير وزارة الرفاه الاجتماعي للعام 2021، تلقى فقط 1976 طفلًا العلاج في الملاجئ ومراكز منع وعلاج العنف خلال العام 2021. وهذا رقم ضئيل جدًا مقارنة بالعدد المقدر بنحو 600,000 طفل ينكشفون ويتعرضون للعنف الأسريّ.

عمليًا فإن هذا يعبّر عن فشل الجهات الرسمية في إسرائيل: وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة، بتشخيص هؤلاء الأولاد المعرضين للعنف وتوجيههم لتلقي العلاج في واحد من مراكز علاج ومنع العنف، التي تشغلها وزارة الرفاه الاجتماعي.

ففي حالات مقتل الوالدة أو مقتل وانتحار الوالدة والوالد، يتلقى معظم الأطفال رد بأوقات الطوارئ فقط والذي لا يأخذ بالحسبان الحاجة بعلاج طويل الأمد على خلفية الصدمة وتفكك العائلة.

برنامج “أولاد ينكشفون على العنف” هي واحد من البرامج التي تفعلها “فيتسو” لطرح هذه الظاهرة قبيل الاعتراف بها ووضع آليات استجابة ملائمة لها. وتهدف لتحريك تغيير مجتمعي يؤول الى تأهيل مهنيين يتعاملون مع الأولاد يوميًا – حاضنات، معلمات ومعلمين، أطباء، معالجين نفسيين، فرق تطور الطفل، ممرضات، عاملات اجتماعيات وغيرهم.

وقد كُشف بموجب المشروع الذي أنشأ عام 2017 أكثر من 11,605 من أفراد الطواقم المهنية بمجالات الصحة والتربية والرفاه في أكثر من 250 مؤتمرًا وبرنامج تأهيل في أنحاء البلاد.

وأوضحت فيتسو في ورقة موقف أن إسرائيل لم تنضم بعد لمعاهدة إسطنبول التي صادق عليها مجلس الوزراء الأوروبي في العام 2011، وتلتزم بحسبها الدول للعمل لأجل الأطفال المعرضين والمنكشفين على العنف.

وتطالب فيتسو في ورقة الموقف تخصيص ميزانيات للبرنامج متعدد الوزارات كي يهتم بهؤلاء الأولاد عبر تأهيل الفرق المهنية من المربين والمعلمين والعاملين في الصحة والرفاه الاجتماعي. كما وتطالب باتاحة الخدمات العلاجية للأطفال في الملاجئ، ومراكز العلاج ومنع العنف في المؤسسات التربوية، وتخصيص ميزانيات مُعتبرة على نطاق قطري لها. كما تطالب بانضمام إسرائيل الى “معاهدة إسطنبول”.

وتؤكد ريفكا نويمان – مديرة قسم ترقية مكانة المرأة في فيتسو أن “أهالي الأولاد الشفافين يلتهيون بالعنف في المنزل، والذي يصبح مهيمنًا في عالم الأطفال العاطفي ويجعل الأهالي غير متوفرين عاطفيًا لأولادهم، ويُطرح السؤال هنا “من هو البالغ المسؤول” الذي يتحمل المسؤولية لوقف امال الأولاد في المنازل وفي المجتمع؟ متى سيتوقف المجتمع الإسرائيلي عن استهلاك شعارات “كفى للعنف” واتخاذ إجراءات تجعل الأولاد “الشفافين” “حاضرين” بشكل كبير ومستديم، ونعمل على اتاحة العلاج والمساعدة لهؤلاء الأطفال وأهاليهم من منطلق فهم أن العنف لا يبقى داخل المنازل بل ينزلق الى الخارج! ينزلق ويؤثر على السائقين في الشوارع، وينعكس في ملاعب كرة القدم، في المدارس، وفي مواقع اللهو والعمل”.

Conference
יום עיון בחיפה