قد يحتل قانون الحاميتس المرتبة الأولى بتدريج أتفه القوانين في العالم. في الكنيست مرّ الشهر الماضي بعملية تشريعية مستعجلة قانون بادرت إليه النائبة عيديت سيلمان والأحزاب الحريدية (اليهود المتزمتين) عشية عيد الفصح اليهود، في أعقاب ذلك تطورت حالة احتجاجية في إسرائيل، “نزهات الفصح على الشواطئ” حيث يخرج اليهود المعارضين للإكراه الديني ويتناولون الخبز المخمر على الشواطئ تنديدًا بالقانون الذي يمنع إدخال الخبز أو أي شيء مخمر الى المرافق العامة.
ولكن هل بالفعل يتم تطبيق حظر إدخال الخبز المخمر الى المستشفيات في البلاد؟ الموقع الذي دفع للتحرك وتشريع هذا القانون الذي يصب في خانة “الاكراه الديني”؟ خرجنا لنفحص.
في عهد الحكومة السابقة طالب وزير الصحة السابق نيتسان هوروفيتس من كافة مدراء المستشفيات في البلاد الالتزام بقرار المحكمة العليا التي حظرت الإكراه الديني بهذا الشكل، حيث حددت أن مدراء المستشفيات لا يملكون صلاحية قانونية لحظر إدخال الخبز المخمر (الحاميتس) أو المواد المخمرة الى المستشفيات التي تخدم مجمل الجمهور. في الكنيست الحالية تم سن “قانون الحاميتس” (الخبز المخمر)، الذي يعطي مدراء المستشفيات حق حظر إدخال الخبز المخمر الى مبنى المستشفى، بالكامل أو بشكل جزئي، خلال فترة عيد الفصح اليهودي.
مُباشرة بعد ذلك أعلن عدد من الأطباء أنهم لن يتجاوبوا مع التشريع الجديد إزاء “الحمية” الاحتفالية بالعيد المفروضة عليهم وهددوا بالإضراب اذا ما أجريت حملات تفتيش في أغراض المرضى أو الزوار القادمين الى المستشفيات لمنع إدخال الخبز المخمر. ووقع الأطباء على عريضة ضد الإكراه الديني.
في عدد من المستشفيات التزموا الصمت وفقط بسبب الرسميات علقوا على مداخل المستشفى والأقسام إعلانًا يحظر على إدخال الخبز المخمر.
ورغم ذلك، شاع في صفوف عامة الناس أنه خلال أيام عيد الفصح اليهودي سيتم فحص الحقائب بالمستشفيات بحثًا عن “مواد محظورة” لمصادرتها. وعبر العديدون عن خشيتهم من تفتيش الأغراض الخاصة في مداخل المستشفيات.
قبل الفصح اليهودي بأيام قام حارس أمن على مدخل مستشفى “لنيادو” في نتانيا بتفتيش امرأة حامل ومنعها من إدخال “الوافل”. الأمر الذي اعتبر كاستغلال واضح للمنصب. هذه الفضيحة انتهت بدعوى في محكمة العدل العليا. حيث اعتبرت وزارة الصحة أن المستشفى تعدت صلاحياتها بموجب قانون الحاميتس، اذا قام الحارس بالفعل بالتفتيش بأغراض الزوار ومنعهم من إدخالها.
يُذكر أنه في مستشفى لنيادو قامت الإدارة بتعليق لافتات تحظر إدخال مواد ليست حلالًا للفصح اليهودي، وأقامت خيمة خارجية لتناول الخبز المخمر أو الحاميتس، ووضعت صناديق لتخزين الحاميتس من قبل زوار. الا أن الزوار اشتكوا من عدم السماح لهم بإدخال الطعام المحظور في الفصح اليهودي..
في الدعوى التي تلت الحادثة، أكدت المحكمة أن المستشفى تصرف بشكل أحادي الجانب وبعكس تعليمات القانون وأوصى حراسه باجراء تفتيش في أغراض خاصة للقادمين والزوار.
وقد توجها مراسلينا واشتروا الخبز العربي المخمر الذي يفترض حظره، وتوجهوا الى المستشفيات لفحص هذه الادعاءات إذا ما كان سيتم فحص أغراضهم عند الدخول الى المستشفى. في مستشفى رمبام بحيفا لم يهتم أحد بالمواد المحظورة في حقائبنا. وفي مستشفى روتشيلد علقت لافتة كتب عليها بثلاث لغات أن “بين 4.4.23 – 12.4.23 بفترة عيد الفصح غير مسموحا بإدخال مواد غذائية تحتوي على طحين (خميرة) لداخل المستشفى!!” لكن الحارس لم يهتم بما نحمله عند دخولنا المستشفى.