مؤسسات فلسطينية تتهم شبكة “نيتفليكس” بتغييب الأفلام الفلسطينية أمام المشاهدين. وجاء في بيان تم تعميمه هذا الاسبوع “في ظلّ حرب الإبادة الّتي يواجهها الشعب الفلسطينيّ في كافة أماكن تواجده – وتحديدًا في قطاع غزّة-، بما فيها مُمارسات التضييق على الصوت الفلسطينيّ، ابتداءً من منع الصحافة الدخول إلى غزة منذ السابع من أكتوبر، والانحياز الواضح في الإعلام المُؤسّساتيّ للسردية الإسرائيليّة وخلق الافتراءات والأكاذيب، وتقييد المحتوى على منصات التواصل الإجتماعيّ لتشكّل عائقًا أمام أحد أهم ركائز الإعلام الاجتماعيّ في عصرنا الحاليّ، تنضم شبكة “نيتفليكس” للمحتوى البصريّ وصاحبة أعلى مُعدلات الانتشار على صعيد المشاهدات إلى الشركات الاعلامية والانتاجية الكُبرى لتمحو الصوت الفلسطينيّ هي أيضًا”.
حيث قامت شركة “نيتفليكس” الأميركيّة، خلال الأيام الأخيرة، بمحو مُعظم المحتوى البصريّ الفلسطينيّ بما فيه من أفلام ومُسلسلات تعرض سرديّات الشعب الفلسطينيّ وهو 19 فيلما فلسطينيا من بينها أفلام حازت على جوائز وإشادات فنية وشعبية عدة لما تحمله من رفع صوت الحق الفلسطيني وعدالة قضيته.
تدّعي الشركة في بيانها أنّ هذا المحو تقرّر بناءً على انتهاء تراخيص عرض هذه الأفلام منذ اقتنائها عام 2021 والاحتفاء بإقتنائها سابقا أمام الجمهور العالميّ وعرض ذلك على أنّه إنصاف الأصوات وتعزيز قيمة التعدّديّة، وعدم رؤيتهم المنفعة من تجديدها، متغاضين كُليًّا عن أن هذا القرار هو انصياع لمُؤسّسات مجتمع مدنيّ عنصرية في إسرائيل، وعلى رأسها “إم ترتسو”، إضافةً إلى مُنظمات صهيونيّة عالميّة ومجموعات الضغط الأميركيّة الّتي ضغطت بشكلٍ ممُنهج على الشركة منذ عام 2021 بهدف محو هذه الأفلام والمسلسلات.
وبذلك تكون، وبعد عملٍ لحوح امتدّ على مدار الأشهر والسنوات الماضية، قد استطاعت تطويع الشركة، استمرارًا لحملات تطويع شركات ومُؤسّسات إعلامية جماهيريّة تلقيًّا ونشرًا.
في ظل هذا الحصار والاخفاء للصوت الفلسطيني، والتحرك الشعبي العالمي لمناصرة عدالة فلسطين وشعبها رغم كل التشويه والزيف ومع ميزانية عملاقة تقترب من 300 مليار دولار تملكها الشركة، لا نرى أي سبب أو منطق لسحب الأفلام الفلسطينية من المنصة إلا خدمة لسياسات إسرائيل التي تُشنّ علنا على الرواية الفلسطينيّة والمُستمرة حتى يومنا هذا، والّتي تزداد شراسة بالتوازي مع حرب الإبادة في غزّة، ومحو الإنسان الفلسطيني بشكل يوميّ – الغزّي تحديدًا- بما في ذلك أرشيفاته الّتي تحوي تاريخيه الاجتماعيّ والسياسيّ بشكلٍ خاص، وعمقه الحضاريّ بشكلٍ عام.
المعركة على الرواية والحق في التعبير عن حجم الظلم والمأساة التي يتعرض لها الفلسطينيون، والتي لم تستطع حتى المؤسسات الدولية بخطابها الدبلوماسي والتقليدي والذي شابه مرات كثيرة الجلاد بالضحية، هي محاولة نبيلة لعدم محو صوتهم وقضيتهم من خلال مجالات فنية عدة ومن ضمنها الافلام الروائية والوثائقية وشتى مجالات الصوت والصورة، وهي حق إنساني وأخلاقي، يواجه اليوم خنقا سياسا وحكوماتيا في عدة أماكن في العالم، حيث تُلغى العروض الفنية ومشاركات الفنانين المناصرين في أكثر من منصة، وكل خطوة قمعية لهذا الصوت هي مشاركة فعلية في قمع قيم العدالة وحق المظلوم في رفع صوته وتقديم رسالته. .