فشلت المساعي الايرانية والروسية في التوفيق بين الرئيس التركي أردوغان والرئيس السوري بشار الاسد مما أدى الى هجوم عسكري واسع أدى الى سقوط نظام الأسد بمبادرة تركية وشراكة روسية. فقد توقفت الطائرات الروسية عن قصف القوات العسكرية المعارضة التي انتشرت من شمال سوريا باتجاه دمشق. وأعلن الكرملين انه يتواصل مع قيادات القوى المعارضة لبشار الاسد. وبقيت القوات العسكرية الروسية في قواعدها ولا تنوي الانسحاب من سوريا بهذه المرحلة
إسرائيل تحتل أجزاء واسعة من جنوب سوريا وتقصف مصانع أسلحة ومطارات
هذا وأعلن رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن سقوط إتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا بأعقاب حرب 1973 وأدخلت منذ يوم الجمعة قوات عسكرية كبيرة الى داخل الحدود السورية وعمقت من احتلالها للجولان السوري. وقام سلاح الطيران الاسرائيلي يوم الأحد بقصف مواقع عسكرية للجيش السوري ومنها مصانع لمواد كيماوية ومنصات صواريخ من صناعة روسية وعدد من المطارات بحجة منع وصول هذه الاسلحة الى حزب الله.
إتفاق امريكا مع طالبان- نموذج لتغير مصالح الدول العظمى
الإتفاق الأمريكي مع حركة طالبان على تسليمها الحكم في افغانستان يبرهن ان مصالح القوى العظمى قد يتغير باسرع مما نتوقع. تشير مؤسسات دولية تتابع ما حدث في افغانستان الى أزمة تطورت بين الولايات المتحدة والقبائل التي دعمت الإحتلال الأمريكي. حيث قامت قيادات القبائل التي دعمت الولايات المتحدة بابتزاز الجيش الامريكي للحصول على أموال وأسلحة إضافية. وقد قررت القيادة الأمريكية انها لا تريد مواصلة تمويل هذه القبائل وعقدت اتفاق مع طالبان سلمته بأعقابه السلطة ونقلت قواتها العسكرية الى دول الخليج وتركت من دعمها بمطار كابول الدولي. ومنذ تسليم افغانستان لطالبان إختفت التغطية الإعلامية لإنتهاكات حقوق الانسان والنساء من الإعلام الغربي. وقد خرجت جماهير طاليبان للإحتفال بسقوط نظام بشار الاسد.
تغييرات بالتحالفات الاقليمية وأدوار الحركات الدينية والعلمانية
قررت دول عظمى، وبينها روسيا، القيام بتغييرات عميقة في دورها وتحالفاتها في منطقة الشرق الأوسط . وقد سمحت روسيا ، في السابق لإسرائيل بقصف مواقع عسكرية سورية بالتنسيق معها. ولكن ما يحدث في العام الاخير من استهداف لقيادات حزب الله وحماس يؤكد ان هناك من تحالف ودعم هذه الحركات قد قام بتسليمها وتدميرها بهدف تغيير دورها او دوره. وقد فهمت حماس، بأعقاب إغتيال إسماعيل هنية في طهران، انها يجب ان تتخذ خطوات جدية لمنع تصفية كافة قياداتها. وقد اختفت قيادة حماس من مواقعها العلنية ولم تفهم قيادة حزب الله ان هناك من يقوم بتسليمهم لاسرائيل.
مستقبل سوريا قد يشبه واقع العراق وليبيا
تعهدت القيادة الموحدة للقوى العسكرية السورية ان تواصل العمل المشترك بعد السيطرة على السلطة. وقد سمحت لرئيس الوزراء السوري البقاء في منصبه حتى يتم تسليم السلطة بشكل منظم. وعلى الرغم من وجود قوى عسكرية متنوعة ما زالت القيادة الموحدة تسيطر على السلطة وتمنع الفوضى. وقد أعلنت القيادة العسكرية الموحدة انها تنوي نقل السلطة وتنظيم انتخابات في المستقبل القريب.
الجبهة الديمقراطية تحذر من مطامع الحكومة الاسرائيلية والاسلاميات تبارك *
أصدر الحزب الشيوعي والجبهة بيان حذر في من مطامع الحكومة الاسرائيلية وأشار الى احتلال جبل الشيخ وتقتحم 5 قرى جنوب سوريا.*. هذا وقامت قيادات الحركتان الاسلاميتان في الداخل بالتكبير والتأييد لإنتصار المعارضة السورية.
وأكد بيان الجبهة الديمقراطية: “هذه الممارسات الاسرائيلية الفورية على الأرض تعكس المطامع بعيدة المدى لاسرائيل وحلفائها في المنطقة والعالم، بدءا بالنظام التركي، مرورا بأنظمة الرجعية العربية ووصولا إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تحتضن وتمول منذ عقود الجماعات الإرهابية الأصولية العابثة باستقرار دول المنطقة، وثمة خطرا حقيقيا بأن تؤدي دورا مركزيا بإدارة الدولة السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد، ونأمل أن يتمكن الشعب السوري من تحجيمها ونبذها حفاظا على مصالح بلاده بحيث تحقق تطلعاته بالحرية والحياة الكريمة في دولة مدنية وديمقراطية لكل السوريين، تصون التعددية الاجتماعية والثقافية والدينية في سوريا.
وأضاف البيان: “تزامنت الممارسات الاسرائيلية العدوانية بحق يوريا، مع تبجح رئيس الحكومة الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو حول دور إسرائيل بإسقاط النظام السوري السابق، علما أن هجوم الجماعات المسلحة جاء فورا بعد انتهاء العدوان الاسرائيلي على لبنان واطلاق تصريح مباشر من قبل نتنياهو للأسد الذي وصف نظامه اليوم بالنظام القمعي الديكتاتوري، متجاهلا أنه هو بنفسه يؤسس لنظام قمعي ودكتاتوري في بلاده وأنه تحالف في عدوانه على سوريا مع أنظمة لا تقل قمعا ودكتاتورية عن النظام السوري السابق، وما كانت لتحاربه لهذا السبب، إنما لسبب آخر وهو رفضه للتساوق مع المخططات الاسرائيلية والأمريكية في المنطقة، تماما كما أنه من السخف الادعاء أن الولايات المتحدة احتلت العراق ودمرته وقتلت ملايين العراقيين بسبب ديكتاتورية صدام حسين، أو ادعاء أن فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة دمرت ليبيا بسبب ديكتاتورية القذافي وليس بسبب أطماعها للقضاء على الدولة الليبية والهيمنة على مقدراتها الاستراتيجية.
“رغم القلق من هذه المطامع والمخططات، إلا أن الأمل بالشعب السوري وقواه الوطنية كبير ونأمل له أن يتجاوز هذه المرحلة الانتقالية الراهنة بأسرع وقت، بحيث تفضي إلى انتخاب قيادة سورية وطنية تصون وحدة سوريا الشعب والوطن وتقوم بالدور المتوخى منها بمواجهة تحديين مركزيين على المستوى الداخلي والخارجي، بحيث تنجح في الشأن الداخلي ببناء الدولة السورية الديمقراطية المدنية، القادرة على معالجة مساوئ النظام السابق والمعافاة من القمع، والفئوية والفساد والمحسوبية، وأما في الشأن الخارجي، فتحافظ على استقلالية النظام السوري من أي تبعية، ليضع المصالح القومية والاستراتيجية السورية في رأس سلم أولوياته ويرى بنصرة القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي ومخططات التطبيع الإقليمية وبناء ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد جزءا لا يتجزأ من مصالحه وقضاياه.
“رغم هول الحدث الذي تمر به سوريا، وما يثيره من اهتمام وجدل، تبقى الأعين شاخصة نحو غزة، التي يجب ألا تغيب عن بال أحد، حتى إيقاف المجزرة وجريمة إبادة الشعب العربي الفلسطيني، ووضع حد للاحتلال وموبقاته.”
Photo by Flash90