
سمير الخطيب: توأمان في سفر القد
هذه القصيدة مثال نادر على حوارٍ بين العصور والشعوب، كُتبت باللغة العربية وترجمها مؤلفها إلى الروسية. مؤلفها هو الدكتور سمير
كان رد الفعل الشرس الذي هدد وتوعد بنكبة ثانية عقب رفع العَلم الفلسطيني أثناء المظاهرات التي حدثت في الجامعات الإسرائيلية، لا يُصدق. لكن ما السبب الذي كمنَ وراء موجة الغضب العارمة التي أتحفنا بها بعض النواب؟ ولماذا أخافهم رَفعُ العَلم الفلسطيني؟ لماذا اعتبروا العلم الفلسطيني تهديدًا فوريا ووجوديا؟ بل ولِمَ يَسعون لتعزيز هذا الخوف؟
الجواب بسيط جدا فالعَلمٍُ بحد ذاته ليس مخيفًا إلى هذا الحد، فهدف هؤلاء النواب التحريض ضد الفلسطينيين بشكل أعمى، فهم يَعون جيدًا أنّ لا مَدعاة للخوف أو القلق. ولكن، هذا الخوف السائد مغروس في أعماق مَن يؤمنون بأنَّ وجود الشعب اليهودي في إسرائيل منوط بإبادة الشعب الفلسطيني وبتهجيرهِ لا بالعيش معه وإلى جانبه. فلن يهابَ المؤمنون بشرعية وجود كيان فلسطيني مُستقل إلى جانب كيان يهودي قومي غير استعماري في فلسطين-إسرائيل، العَلمَ الفلسطيني. فهم يَعون جيدا أن السبيل الوحيد للتغلب على هذا الخوف، هو تحقيق العدالة للفلسطينيين. لمن لا يعرف يتحول الشعب الآخر ورموزه إلى تهديد، عندما يحاول الطرف الآخر ترسيخ وجوده من خلال إنكار وجود الآخرين.
وعليه يُحتم رفعُ العَلم الفلسطيني على هؤلاء مواجهة هذا الخوف والتغلب عليه. لنطلع إذًا على مدلول رفعِ العَلمِ بطريقة تساهم في فهم هذه الخطوة.
أولًا، هذا العَلمُ ليس عَلمَ مُنظمة التحرير الفلسطينية، إنّما علمُ الشعب الفلسطيني كلّه. نعم، عَلمُ شعبٌ هُجر من موطنه، تحول العديد من أبنائه إلى لاجئين، بينما قبعَ من تبقى منهم في وطنهم تحت وطأة الاحتلال وبات الآخرون مواطنين في دولة لا تعترف أصلا بمواطنتهم بل وتشرّع قوانين تضمن دونيتهم. إنّه عَلمُ شعب ترفض دولة إسرائيل باستمرار التفاوض معه والاعتراف بحقه في تقرير مصيره. إنّه علم الشعب الوحيد الذي ما زال يعيش تحت نير الاحتلال، بينما تستمر إسرائيل بنهب أرضه، هدم بيوته والاستيطان بجواره، بغية تحويل حياته إلى جحيم.
فلن يزعج رَفعُ عَلم المقموعين، المقهورين واللاجئين، مَن يملك قلبًا نابضًا ويتخذ العدل منارةً لدربه.
وعليه يتحتمُ عليَّ التنويه هنا أن خطر الإبادة يحيقُ بالفلسطينيين لا باليهود، الذين استولوا على دولة ونصف، خلقوا حاضرا ومستقبلا. بينما فقد وبالمقابل الفلسطينيون ماضيهم، حاضرهم، مستقبلهم بل وكل بصيص أمل.
وعليه شكّلَ رفعُ العَلمِ الفلسطيني احتجاجا على هذا الوضع. نعم، كان هذا احتجاجا على استمرار عمليات النهب، الاحتلال والتهجير وفقدان الأمل. إنه يا سادة احتجاج على مَحو الوجود الفلسطيني وعلى التهديد الدائم الذي يتربص بمستقبله، لا تهديدًا للوجود اليهودي. كانت تلك خطوة رمزية للدفاع عن النفس في عالم ينكر وجود قضية فلسطينية ووجود شعبٍ فلسطيني، عالم يُشكّل فيه الشعب الفلسطيني عبئًا زائدًا على الكرة الأرضية.
ختاما أثبتت سهولة التهديد بنكبة جديدة ما جاء أعلاه، وأعني هنا هشاشة الوجود الفلسطيني وتعرضه للتهديد والخطر الدائمين.
*د. زريق هو محاضر في فقه القضاء في كلية أونو الأكاديمية وباحث كبير في معهد فان لير
نُشر المقال في موقع صحيفة “هآرتس”.

هذه القصيدة مثال نادر على حوارٍ بين العصور والشعوب، كُتبت باللغة العربية وترجمها مؤلفها إلى الروسية. مؤلفها هو الدكتور سمير

*مركز مساواة يفتح ملف التمييز في التشغيل في المدن المختلطة: تمثيل العرب في أدنى مستوياته وتحذير من أزمة ثقة* في

شارك عشرات آلاف المتظاهرين يوم الجمعة في مدينة سخنين في المظاهرة الأكبر ضد حرب التجويع والإبادة منذ اندلاعها، رغم محاولات