هبت الجماهير العربية الفلسطينية داخل الخط الأخضر خلال الشهر الأخير الى تنظيم حملات إغاثة شعبية لم يسبق لها مثيل في السنوات الاخيرة. حيث قامت حركات اجتماعية وسياسية في إطلاق حملات إغاثة أدت الى خروج شعبي الى مواقع جمع التبرعات.
وقد أطلقت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحزب الشيوعي قبل حوالي الشهر حملة إغاثة, بالتعاون مع لجان الاغاثة الزراعية الفلسطينية تحت عنوان “فكر بغزة”. وقد نجحت الكوادر في جمع ملايين الشواقل والتي تم تسليمها الى لجان الاغاثة والتي قامت فورا بتحويلها الى غزة لتوفير المياه في عدد من المواقع التي تمكنت مؤسسات الاغاثة الفلسطينية والدولية من الوصول اليها. كما قامت لجان الاغاثة بتوفير رزم من الخبز تم توزيعها في مناطق مختلفة من غزة. وعملت لجان الاغاثة الزراعية من خلال فروعها في قطاع غزة وبالتعاون مع هيئات دولية على دخول الإغاثة والوصول الى داخل المخيمات وشمال مدينة غزة.
وأعرب عضو الجبهة والحزب الشيوعي في مدينة سخنين ماجد ابو يونس عن رضاه من التجاوب المهم للناس مع حملة الاغاثة التي تركزت في توفير الاموال لشراء المستلزمات وتقديمها للناس في القطاع. حيث تماطل السلطات الاسرائيلية في طلبات الجهات الدولية في إدخال الإغاثة الغذائية الى مناطق القتال وتعمل على إفشال دخول الاغاثة الى مناطق مخيمات النزوح.
وشوهدت خلال الاشهر الأخيرة قوافل كبيرة من الشاحنات التي تحميل الإغاثة تنتظر على مداخل معبر الكرامة بين الاردن واسرائيل. حيث تقوم السلطات الاسرائيلية بادخال الشاحنات ونقل المواد وفحصها على المعبر الحدودي. وهناك تنطلق الشاحنات باتجاه معبر ترقوميا وهو المعبر الاقرب الى منطقة قطاع غزة. وقامت خلال الشهر الاخير عصابات المستوطنين باغلاق الطرقات أمام بعض الشاحنات وقامت باكثر من مناسبة بتخريب المواد التي تم نقلها من الضفة والاردن على المفارق الاسرائيلية.
وقد قامت المؤسسات الدولية العاملة في منطقة الشرق الاوسط بالاحتجاج امام الحكومة الاسرائيلية على الاعتداءات المتكررة على الشاحنات وطالبت رئيس الحكومة وسلطات الجيش والشرطة بتحمل مسؤولياتهم بتوفير الغذاء والماء والمواد الطبية بمواجهة الدمار والحصار على المدنيين الذي تم اخلائهم من منازلهم وتدميرها. يشار الى ان القانون الانساني الدولي، وهو المرجعية بقوانين الحرب، يلزم الدولة المحتلة على تقديم الخدمات الاساسية للسكان المدنيين.
عومديم بياحد تطلق حملة إغاثة شعبية
وبأعقاب نجاح حملة الجبهة الديمقراطية أطلقت جمعية “عومديم بياحد” وهي جمعية اسرائيلية يهودية عربية حملة إغاثة لاقت تحركا شعبيا لافتا. حيث قررت الحركة، والتي تنوي على ما يبدو خوض الانتخابات البرلمانية بعد ان خاضت انتخابات السلطات المحلية في حيفا وتل ابيب، الى تحويل حملة التبرعات الى حملة علنية. حيث قامت بالاعلان عن مواقع جمع التبرعات في مراكز المدن العربية ونشرت الفيديوهات التي تشجع الناس على الحضور الى مواقع جمع التبرعات واحضار المواد الغذائية.
إنطلقت حملة “عومديم” من مدينة الناصرة ولوحظ التحرك الشعبي الذي يعبر عن رغبة الناس في الوقوف بجانب الأهل في غزة. وما ان وصلت الحملة الى مدن المثلث ام الفحم وباقة الغربية الى ان تحول التحرك الشعبي الى طوفان من السيارات التي تحمل الغذاء ومواد التنظيف والتبرعات المالية. ولم تتمكن المجموعات المبادرة لحملة التبرعات في ام الفحم وباقة الغربية استيعاب الكم الهائل من المواد التي وصلت. وتوجه نشطاء “عومديم” الى كل النشطاء في البلدات المذكورة لتوفير سيارات شحن يمكنها نقل المواد من مراكز التجميع الى مواقع يمكن فحصها قبل دخولها الى قطاع غزة.
وانتظرت مدينة رهط دورها لتقوم هي الاخرى بتوفير كميات هائلة من التبرعات حيث تجند رئيس بلدية رهط طلال القريناوي ونواب الرئيس د. عامر الهزيل الى دعوة الناس الى تقديم التبرعات. حيث حضرت عائلات، مع الاطفال، لتقديم المواد التي اتفقت على توفيرها لصالح الاهل في غزة. وأعلنت الشبكات الاجتماعية عن رجال أعمال تبرعوا بمئات الاف الشواقل لصالح حملة التبرعات.
وأعرب مركز “عومديم” الون لي في فيديوهات نشرها على الشبكات الاجتماعية عن رضاه من التجاوب الشعبي مع الحملة. حيث انضمت بلدات اضافية لم تكن في النشر الاولي الى الحملة.
الوزير الاسرائيلي بن جفير يتوعد
وقام وزير الامن الداخلي الاسرائيلي بن جفير باصدار بيان خاص يتوعد فيه من يجمع التبرعات لاغاثة غزة. حيث قام بالتحريض على حملات الاغاثة وهدد بسحب المواطنة.
وبأعقاب حملات الاغاثة التي انطلقت من داخل الخط الأخضر نشرت تغريدات شكر صادرة عن عشرات المدنيين من قطاع غزة.
ومن المتوقع ان تتواصل حملة التبرعات خلال الشهر القريب، على امل ان يتم الاتفاق على وقف اطلاق النار لتتمكن المؤسسات الوطنية والحزبية من مواصلة جمع التبرعات. حيص تشير التقارير الواردة من غزة ان الطواقم الطبية تحتاج الى مواد طبية لتقديم العلاج في المؤسسات الطبية التي ما زالت تحاول إنقاذ المصابين.
وأكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية السيد محمد بركة ان اللجنة ستقدم الغطاء السياسي والشعبي لمواصلة حملات الاغاثة لللأهل المنكوبين في غزة.
وأصدرت لجنة المتابعة بيان ورد فيه “تابعت لجنة المتابعة حملات الإغاثة الخاصة التي أطلقت في الأيام الأخيرة بين أبناء شعبنا، وهي تحيي وتبارك الحماس الشعبي والاستعداد للبذل والعطاء الذي تجلّى في هذه الحملات، كما وتحيي العدد الكبير من المتطوعين والمتطوعات الذين انخرطوا في هذه الحملات، مما يؤكد أنّ شعبنا بخير وبوصلته تشير إلى الاتجاه الصحيح، وهو نصرة أبناء شعبنا في غزّة، انتصارًا للعدالة، ولهويته الوطنية، والدينية، والإنسانية”.
من جهتها تؤكد لجنة المتابعة، منذ بداية طرحها لقضية الإغاثة، على ضرورة اتباعها الشفافية التامة والمصارحة مع أبناء شعبنا، والعمل المنظّم البعيد عن الارتجال، كما كان معمولًا به دائمًا في كافّة الحملات الّتي نظّمها أبناء مجتمعنا سابقًا، ولذلك وضعت لجنة المتابعة منذ عدة أشهر المعايير التالية في موضوع الإغاثة:
• حملة منظمة تعتمد نهجًا وحدويًّا تحت مظلة واحدة معتمدة من لجنة المتابعة وهيئة الطوارئ وتشمل جميع المبادرات، والأحزاب والجمعيات والأفراد في مجتمعنا الفلسطيني في الداخل.
• جمع المواد الطارئة والعاجلة وفق احتياجات أهلنا في غزة، والّتي لم يعلن الاحتلال منعها الى جانب جمع تبرعات مالية لتمويل احتياجات عينية، حيث أمكن.
• التأكد من ترتيب وضمان كل الإجراءات مسبقًا لإدخال المواد والتبرّعات إلى غزّة وضمان وجود آليات ومسارات متعددة ومرخصة قادرة على أن تدخل الكميات المختلفة، لا سيّما وأنّ الاحتلال يحدّد الكميات التي يمكن إدخالها، ومن هنا الضرورة لتعداد الوسائل والجهات، لضمان وصولها دون بقائها في المخازن لمدّة طويلة، ممّا قد يعرّضها للتلف.
• ضمان وصول المواد إلى عناوين موثوقة ومعتمدة في غزّة وضمان توزيعها بصورة صحيحة وعادلة لأهلنا هناك بالتنسيق مع جهات وطنية او دولية, مخوّلة وموثوقة.