Search
Close this search box.

الصحفيون الناطقون بالروسية في قلب المدن المقسمة: جولة صحفية فريدة في باقة وبرطعة

شارك صحفيون من وسائل الإعلام الإسرائيلية الناطقة بالروسية — من مواقع تحليلية ومحطات إذاعية إلى قنوات تيليغرام ومدونات شهيرة — في جولة صحفية غير اعتيادية نظمتها مركز مساواة. بالنسبة للعديد منهم، كانت هذه المرة الأولى التي يزورون فيها بلدات عربية مقسمة بين الأراضي الإسرائيلية والفلسطينية. أثارت الرحلة مشاعر عميقة، وأسئلة حادة، واهتمامًا حيًا بحياة الناس على جانبي الجدار.

مدينتان، عالمان

زار المشاركون مدينتين فريدتين:

  • باقة الغربية (إسرائيل) وباقة الشرقية (فلسطين)
  • برطعة الغربية (إسرائيل) وبرطعة الشرقية (فلسطين)

تقسم هذه المدن الحدود السياسية والجدار الخرساني، وكانت مجتمعات موحدة حتى عام 1948. اليوم، يستمر سكانها في العيش جنبًا إلى جنب — ولكن في ظروف غالبًا ما تكون بعيدة عن المساواة.

التعليم، الذاكرة، والحياة الزراعية

في باقة الغربية، استقبل الصحفيين الأستاذ محمد عمارة، رئيس كلية القاسمي. تحدث عن نظام التعليم في القطاع العربي والروابط بين المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية والفلسطينية. كما زار الضيوف متحفًا محليًا نظمه إبراهيم أبو حسين، أحد سكان المدينة وجامع للآثار وخبير زراعي. قاد جولة في المزارع والبيوت الزجاجية، مناقشًا قضايا إمدادات المياه، استخدام الأراضي، والوصول إلى الكهرباء.

ترك الإنتاج العائلي لمنتجات الألبان “عادي”، الواقع في فناء منزل خاص، انطباعًا قويًا. على الرغم من إنتاجه بكميات صغيرة، إلا أن منتجاته مشهورة بجودتها.

عند الجدار

كانت من أبرز لحظات الجولة زيارة الجدار الفاصل. شاهد المشاركون منزلًا يقع في منطقة الحدود، بل وواجهوا لقاءً قصيرًا ولكن متوترًا مع الجنود. أثناء القيادة على طول الجدار، رأوا كيف يقطع المنازل والشوارع، مؤثرًا بعمق على الحياة اليومية. وراء الجدار تقع منطقة باقة الشرقية الفلسطينية.

على مائدة العشاء مع نائب العمدة

خلال الغداء في مطعم محلي، انضم نائب عمدة باقة الغربية، محمد مجادلة، إلى المشاركين وتحدث عن آفاق المدينة وعلاقتها مع الجانب الفلسطيني.

برطعة: جانبين، حوارين

في الجزء الإسرائيلي من برطعة، التقى الصحفيون مع رائد كبها، رئيس المجلس المحلي. كانت المواضيع الرئيسية هي الإسكان، استخدام الأراضي، وتحديات البنية التحتية التي يواجهها السكان.

ثم عبرت المجموعة الحدود إلى الجزء الفلسطيني من المدينة — المنطقة C — حيث عقدوا اجتماعًا منفصلًا مع حسن كبها، رئيس بلدية برطعة الفلسطينية. كانت محادثة صعبة حول الحياة تحت السيطرة الإسرائيلية، القيود، الوصول إلى الخدمات، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع. تم تبادل تقييمات صادقة، أسئلة صعبة، وقصص شخصية.

حدث لقاء غير متوقع مع صاحب متجر درس في جامعة أوكرانية وقدم وجهة نظره حول الحياة في المدينة.

عند نقطة تفتيش برطعة (ريحان)، شاهدت المجموعة العمال الفلسطينيين يعودون إلى منازلهم بعد يوم عمل في إسرائيل — مشهد مليء بالتوتر والقيود اليومية.

الناس والسوق

كانت المحطة الأخيرة أكبر سوق فلسطيني في المنطقة. سار المشاركون في أزقته الضيقة، اشتروا الخيار الطازج، العنب، والمشمش، وشعروا بنبض الحياة اليومية بعيدًا عن الشعارات السياسية.

واقع لا يُرى على الشاشة

لم تكن الجولة مجرد رحلة ميدانية — بل كانت غوصًا في واقع نادرًا ما يُعرض على الشاشة. غادر الصحفيون بدفاتر ملاحظات مليئة، وكاميرات، وأسئلة — وإحساس بأنهم شهدوا جزءًا من البلاد غالبًا ما يظل غير مرئي.

ستشكل المواد التي جُمعت خلال الجولة أساسًا لتقارير، بودكاستات، منشورات تحليلية، وتدوينات — وقد تساعد في تسليط الضوء على الواقع المعقد ولكن الحيوي للحياة في المدن المقسمة بين إسرائيل وفلسطين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *